سورية: وحدات عسكرية مدرعة تقتحم مدينة بانياس

آخر تحديث:  السبت، 7 مايو/ أيار، 2011، 06:38 GMT

سورية: وحدات الجيش تقتحم مدينة بانياس خلال الليل

قال ناشطون حقوقيون لوكالتي رويترز والفرنسية للأنباء ان وحدات من الجيش السوري اقتحمت مدينة بانياس بالدبابات خلال الليل وقامت بمهاجمة مناطق تحدت حكم الرئيس بشار الاسد.

.لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير"

اعرض الملف في مشغل آخر

قال ناشطون حقوقيون لوكالتي رويترز والفرنسية للأنباء ان وحدات من الجيش السوري اقتحمت مدينة بانياس بالدبابات خلال الليل وقامت بمهاجمة مناطق تحدت حكم الرئيس بشار الاسد.

واضافت المصادر ان عددا من السكان شكلوا حلقة بشرية في محاولة لوقف تقدم الدبابات باتجاه مدينتهم وان معظم الاتصالات مع بانياس قطعت.

وكان سكان من بانياس قالوا لبي بي سي انهم سمعوا عند الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي أصوات محركات دبابات تتموضع حول بانياس في ثلاث مناطق هي منطقة المحطة وحي القصور ومنطقة القوز، الامر الذي شكل حالة من الخوف والذعر لدى السكان من اقتحام المدينة علما ان الجيش ينشر حواجز له في احياء المدينة الداخلية لكن من دون مدرعات وأسلحة ثقيلة.

السكان أكدوا ايضا ان الاتصالات والماء والكهرباء قطعت عن المدينة.

قتلى

وكان يوم الجمعة قد شهد سقوط اعداد من القتلى تضاربت حولها التقارير الاخبارية، بينما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إنه لا يزال "بإمكان الحكومة السورية القيام بإصلاحات رغم تصاعد أعمال العنف".

فقد ذكر ناشطون حقوقيون أن 13 شخصا قُتلوا في احتجاجات مناوئة للنظام في عدة مدن سورية في ما أطلقت عليه المعارضة اسم "جمعة التحدي"،بينما قالت السلطات الرسمية السورية إن من بين القتلى خمسة عسكريين، أحدهم ضابط برتبة مقدم، سقطوا على أيدي مسلحين في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد.

من جانبها، رأت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أنه "لا يزال بإمكان الحكومة السورية القيام بإصلاحات رغم تصاعد أعمال العنف السياسي في البلاد".

ففي مقابلة أجرتها معها إحدى الصحف في العاصمة الإيطالية روما، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة قد تكلمت بصراحة حيال "الحملة السياسية التي شنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد لفرض النظام، إلا أن الوضع هناك معقد".

وقالت كلينتون هنالك ثمة مخاوف عميقة حيال ما يجري حاليا في سورية، ونحن ندفع بقوة باتجاه أن تفي الحكومة السورية بالتعهدات التي كانت قد قطعتها على نفسها بشأن الإصلاحات".

وأضافت الوزيرة الأمريكية قائلة إن الوضع في سورية "مثير للمشاعر"، لكنها رفضت مقارنته بالوضع في ليبيا حيث تخوض واشنطن حملة مسلحة مع حلفائها من الأوروبيين والعرب لمساندة القوى المعارضة لنظام الزعيم معمَّر القذافي.

وأردفت كلينتون قائلة: "ما أعلمه هو أن لديهم فرصة للقيام ببرنامج (أجندة) إصلاح".

موفد بي بي سي إلى بيروت، جيم موير، يكتب عن الاحتجاجات في سورية

موفد بي بي سي إلى بيروت، جيم موير، يكتب عن الاحتجاجات في سورية

كما كان يحدث مع انتهاء صلاة الجمعة من كل أسبوع منذ بداية الاحتجاجات في البلاد في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي، فقد بدأت هذه المرة أيضا التقارير بالتدفق راصدة حركة المظاهرات التي اجتاحت عددا من البلدات والمدن السورية.

وقد كانت هنالك ثمة تقديرات متباينة لعدد المتظاهرين الذي سقطوا على أيدي قوات الأمن. إلا أن كل الروايات أشارات إلى أن العدد كان أقل من عدد الذين سقطوا الجمعة الماضية، والتي قيل إن 50 شخصا كانوا قد سقطوا فيها، بينما كان الرقم 100 قتيلا في الجمعة التي سبقتها.

ويمكن أن يؤشِّر ذلك على أن معدَّل المشاركة في الاحتجاجات أصبح أقل نتيجة للحملة التي شنتها القوات الأمنية خلال الأيام القليلة الماضية.

وقد يعني ذلك أن قوات الأمن بدأت تتصرف بقدر أكبر من ضبط النفس مقارنة بالفترة الماضية.

وايَّا كان الأمر، فإنه في حال بدأت الاحتجاجات تفقد زخمها، فسوف يواجه النشطاء معضلة كيفية ضخ المزيد من النشاط في حركتهم بدون إثارة المزيد من سفك الدماء.

وقالت: "لم يكن أحد ليصدق بأن القذافي سيفعل ذلك. إن الناس يعتقدون أن هنالك ثمة طريقا ممكنا للسير إلى الأمام بالنسبة لسورية. ولذلك، فنحن نواصل ضم جهودنا إلى جهود حلفائنا للضغط بقوة لتحقيق ذلك".

من جانب آخر، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين "سوف يتخذون "خطوات إضافية ضد الحكومة السورية ما لم تتوقف عن قتل ومضايقة شعبها".

أنباء متضاربة

وعلى الأرض، تضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى الذين سقطوا بين المدنيين والعسكريين يوم الجمعة.

فقد نقل مراسل وكالة رويترز للأنباء في العاصمة الأردنية عمان، خالد يعقوب العويس، عن "مصادر" قولها إن "عدد القتلى الذين سقطوا الجمعة وصل إلى 27 شخصا".

ونقل المراسل عن "شهود عيان" قولهم إن مظاهرات اندلعت الجمعة في عدة مدن سورية، منها حمص وحماه واللاذقية وبانياس والقامشلي.

إلاَّ أن السلطات السورية المختصة نفت أن يكون هذا العدد من الضحايا قد سقط، مؤكدة في الوقت ذاته أن خمسة عسكريين، بينهم ضابط برتبة مقدم، قُتلوا على أيدي مسلحين في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد.

كما تحدثت تقارير أخرى عن مشاركة الآلاف في احتجاجات شهدتها المناطق الكردية الواقعة شرقي البلاد، حيث طالب المتظاهرون بالحريات السياسية وبالحفاظ على الوحدة الوطنية.

هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية

"ما أعلمه هو أن لديهم فرصة للقيام ببرنامج (أجندة) إصلاح"

وشهدت منطقة الميدان في دمشق وبلدة سقبا في ريف دمشق مظاهرات مماثلة. وهتف المتظاهرون بشعارات من قبيل: "عالجنة رايحين، شهداء بالملايين".

إلا أن قوات الأمن تدخلت لتفريق المتظاهرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

"إجراءات صارمة"

في غضون ذلك، نُقل عن مصدر في الحكومة السورية قولها إنها بصدد اتخاذ "إجراءات صارمة" ضد من أسمتهم بـ "الإرهابيين والمجرمين".

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "عناصر مخربة في مدينة حماة قامت الجمعة بتخريب الممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين وتدخلت إثر ذلك قوى الأمن الداخلي لوقف هذه الأعمال، مما أدى إلى إصابة 25 شرطيا بجروح".

وقالت الوكالة إنه تم استهداف مقرات فرع الهجرة والجوازات بالمحافظة وبإحراق ثلاث سيارات شرطة وباصين مدنيين، إضافة إلى العديد من المحلات التجارية والممتلكات الأخرى".

من جهتها، قالت وزارة الداخلية إن 192 ممن أسمتهم بـ "المتورطين بأعمال شغب" قاموا بتسليم أنفسهم إلى السلطات المختصة ليصل العدد الإجمالي إلى 553 شخصا في مختلف المحافظات.

عقوبات أوروبية

من جانب آخر، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات وتجميد أموال 13 مسؤولا سوريا، ومنعهم من الحصول على تأشيرات الدخول إلى الدول الأعضاء في الاتحاد. لكن الرئيس السوري لن يكون مشمولا بهذه الإجراءات.

حرق باص في حماه

اتهمت السلطات من أسمتهم بـ "عناصر مخربة" بتخريب الممتلكات العامة والخاصة في حماه.

إلاَّ أن مسؤولا في الاتحاد قال إن الإجراءات تحتاج إلى موافقة كافة رؤوساء حكومات الدول الأعضاء، وعددها 27 دولة، قبل الشروع بتطبيقها الأسبوع المقبل.

وكانت الأنباء قد تحدثت عن تجمع حشود من قوات الجيش والأمن في ضواحي دمشق، وبلدات في شمال البلاد، تحسبا لاحتجاجات الجمعة التي دعا إليها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر.

انسحاب الجيش

وفي مدينة درعا، الواقعة جنوبي البلاد، أكد مصدر عسكري سوري أن وحدات الجيش بدأت بمغادرة المدينة منذ الخميس. وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا دبابات تتجه إلى خارج المدينة.

وكانت القوات السورية قد دخلت المدينة لملاحقة من وصفتهما بـ "المجموعات الإرهابية استجابة لنداءات السكان المحليين بالتدخل العسكري".

وأضاف المصدر أن إلقاء القبض على عناصر المجموعات ساهم تدريجيا في عودة الحياة في درعا إلى طبيعتها.

وقد طلبت منظمة الصليب الأحمر الدولي دخول طواقمها إلى درعا التي شهدت عمليات عسكرية كبرى ضد الاحتجاجات المناوئة للحكومة.

وقالت المنظمة: "إن المزيد من الأرواح ستزهق إذا لم تتمكن المنظمة من الوصول إلى من يحتاجون للمساعدة".

بعثة إنسانية

وقال متحدث بإسم الأمم المتحدة إن الحكومة السورية قد وافقت على استقبال بعثة دولية قريبا لتقييم الأوضاع الإنسانية في مدينة درعا.

مدرعات سورية

قوات الجيش والامن السورية انتشرت في المدن الرئيسية

من جانبه، قال مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في بيان أصدره الخميس "إنه يتم استخدام القناصة والمدافع المضادة للطائرات ضد المدنيين العزل في المدينة".

ونقل المركز عن شاهد عيان قوله "إن الجثث تظل في الشوارع لمدة 24 ساعة ثم تختفي".

وقال إن 244 جثة قد تم نقلها إلى مستشفى تشرين العسكري في العاصمة دمشق على مدى يومين، العديد منهم من الأطفال، نقلا عن مصدر طبي في المستشفى.

وقال المصدر إنه تم استقبال 81 جثة لجنود وضباط، معظمهم مصاب بطلقات من الخلف.

لا مراسلون أجانب

ولا تسمح سورية حاليا للمراسلين الأجانب بدخول البلاد، ولذا من الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة من هناك.

ويطالب المتظاهرون في أنحاء البلاد بالحصول على حقوق سياسية وحريات شخصية أكبر. ويدعو البعض إلى سقوط نظام الرئيس الأسد.

ويُعتقد أن أكثر من 500 شخص قد قتلوا واعتقل 2500 آخر على الأقل منذ بدء الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ الخامس عشر من شهر مارس/ آذار الماضي.

اقرأ أيضا

موضوعات ذات صلة

BBC © 2014 البي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

يمكن مشاهدة هذه الصفحة بافضل صورة ممكنة من خلال متصفح يحتوي على امكانية CSS. وعلى الرغم من انه يمكنك مشاهدة محتوى هذه الصفحة باستخدام المتصفح الحالي، لكنك لن تتمكن من مطالعة كل ما بها من صور. من فضلك حاول تحديث برنامج التصفح الذي تستخدمه او اضافة خاصية CSS اذا كان هذا باستطاعتك