السعودية: من هو العدو الأول إيران أم إسرائيل؟

يرى مراقبون أن السعودية تغيرت كثيرا منذ وصول الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد إلى سدة الحكم في المملكة

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

يرى مراقبون أن السعودية تغيرت كثيرا منذ وصول الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد إلى سدة الحكم في المملكة

في الوقت الذي تتوالى فيه خطوات التقارب السعودي الإسرائيلي، يوما بعد يوم وتعبر عن نفسها بجرأة، عبر العديد من وسائل الإعلام السعودية، يبدو التنافر المتزايد والذي يصل وفق العديد من المراقبين حد العداء، الملمح الأساسي للعلاقات بين الرياض وطهران، معيدا بذلك إلى الواجهة سؤالا يطرح منذ فترة وهو من هو العدو الأول للرياض هل هو إيران أم إسرائيل؟

وتبدو خطوات التقارب بين الرياض وتل أبيب مؤخرا، وهي تمضي بشكل معلن وفي ظل تغطية بارزه لوسائل الإعلام السعودية، وليس كما كانت في السابق على استحياء، بينما يخرج قطاع غير قليل من رجال الإعلام السعودي على الناس مرار، ممتدحين إسرائيل وكيف يمكن أن تكون شريكا حقيقيا، ليتبعوا ذلك بكيل اللعنات لإيران، ويصورونها على أنها مصدر كل الشرور للمملكة ،ويبدو جليا أن هذه الطائفة من الإعلاميين والكتاب، قد تم إعدادها لمواكبة سياسة التقارب مع إسرائيل التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وتضطلع صحيفة إيلاف الإلكترونية السعودية، بجانب كبير في قيادة مثل تلك المحاولات إعلاميا، فبعد نشرها مقالا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدريعي، أجرت الصحيفة مقابلة مع وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال فيها إن إسرائيل يمكنها أن "تعيد لبنان إلى العصر الحجري"، ووصف المملكة العربية السعودية بأنها "قائدة العالم العربي".

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قد نقلت عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي، قوله إنه دعا خلال مقابلته مع إيلاف أيضا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة إسرائيل، ولم تكن هذه المقابلة هي الأولى التي تجريها الصحيفة السعودية مع مسؤول إسرائيلي بارز، إذ أنها أجرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مقابلة أخرى مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت.

وفي الوقت الذي تعبر فيه خطوات التقارب السعودي الإسرائيلي عن نفسها، في كل مجال وكل مناسبة، يبدو العكس حادثا في مجال علاقات الرياض بطهران، والتي تبدو وهي تزداد سوءا يوما بعد يوم، أما آخر الدلائل على ذلك فهي اللعبة الإلكترونية التي صممت في السعودية، ونشرت عبر موقع اليوتيوب، كما نشرت عبر صحيفة الرياض السعودية وحملت اسم (قوة الردع)، وتظهر تدمير السعودية لجيش إيران ودخول القوات السعودية، حتى العاصمة طهران، ويظهر الفيديو هجوما لزوارق إيرانية على باخرة مساعدات سعودية، لتكون وفق المقطع شرارة الحرب التي تطيح بالنظام الإيراني وتدمر كافة قواته.

وفي اللعبة الإلكترونية تقصف القوات السعودية بالصواريخ البالستية التي أطلقت عليها مسمى "رياح الشرق"، مفاعل بوشهر النووي وقواعد جوية، ثم تقوم بعمليات إنزال جوي وبحري على الشواطئ الإيرانية، حتى تصل دباباتها إلى قلب طهران.

ويبدو من كل ذلك أن الرياض، ماتزال تعتقد بقوة في طرحها بأن طهران هي العدو، وليست تل أبيب ووفقا لما ينشره كتاب سعوديون يروجون لهذه الفكرة، فإن إسرائيل ليست عدوا لأنها لم تتآمر على الرياض يوما، ولم تقتل سعوديا عبر التاريخ، كما لم تتدخل في شأن البلاد الداخلي بينما فعلت إيران كل ذلك.

لكن ما لا يقوله هؤلاء الكتاب السعوديون، هو حقيقة أن هناك عوامل سياسية قوية، تدفع القيادة السعودية لهذا النهج أهمها السعي الحثيث لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، للصعود إلى قمة السلطة في البلاد، وهو ما يتلاقى مع رغبة أمريكية في توفير الدعم له، مقابل مشاركته ومباركته بقوة لما بات يسمى بصفقة القرن التي يرعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقيل إنها تتضمن تسوية للقضية الفلسطينية وإقامة علاقات طبيعية بين الرياض وتل أبيب.

أما العامل الآخر الهام فهو ذلك الخوف المتزايد لدى الرياض، من تنامي النفوذ الإيراني في العديد من الدول العربية المحيطة، وهو خوف يراه كثير من المراقبين منصبا على إمكانية فقدان الحكم، أكثر من كونه منصبا على مصلحة استراتيجية، وهو ما يدفع الرياض دفعا للتحالف مع قوى إقليمية تشاطرها العداء لإيران، حتى وإن كانت إسرائيل.

برأيكم،

  • من هو العدو الحقيقي للسعودية إيران أم إسرائيل؟
  • ما هي الدوافع الحقيقية لدى السعودية في التقارب مع إسرائيل واتخاذ إيران عدوا؟
  • هل يضعف النهج السعودي من قوة إيران أم أنه يصب في مصلحتها؟
  • وهل يمكن أن يخرج العداء السعودي الإيراني من نطاق الحرب الكلامية إلى حرب حقيقية؟