كيف تنجح النساء في بدء عمل تجاري مربح؟

  • ساره كيتينغ
  • صحفية علمية
سيدة تعمل في مجال صيانة الأجهزة

صدر الصورة، Getty Images

هل يكون 2018 العام الذي تحولين فيه مجال اهتمامك إلى مشروع تجاري مربح؟

من المؤسف أن تحويل هذا الحلم إلى حقيقة أقل احتمالا بين النساء بالمقارنة مع الرجال.

فقد توصلت أبحاث أجراها بنك "ناتويست" في المملكة المتحدة إلى أن النساء أقل احتمالا بنسبة الثلث في أن يبدأن مشروعا جديدا. وقد ذكرت مشاركات في الدراسة أن الخوف من الفشل هو العائق الرئيسي أمامهن.

فما الذي يمنعهن من تحقيق ذلك؟

المدونة والكاتبة إيما غانون تعتقد أن النساء يواجهن أزمة ثقة جماعية.

وتقول غانون: "لدينا كل الأدوات، ولدينا اتصال الإنترنت فائق السرعة، ولدينا كل الأشخاص الملهمين حولنا، ونشاهد ما يفعله الآخرون على مواقع التواصل الاجتماعي كل الوقت. ومع ذلك، هناك شيء يقف في طريقنا".

وتوضح أن هناك ثلاثة تحديات رئيسية تقيدنا، هي الوقت، والمال، والثقة. وتقول: "أعتقد أننا لو تمكنا من التغلب عليها، فإننا سنبدأ عددا من أكبر المشاريع".

أما أوتيغا أواغبا، مديرة ومؤسسة منظمة "وومن هو" التي تهدف إلى توطيد الصلات بين النساء ودعمهن في مجالات الإبداع، فتسعى لمساعدة النساء اللواتي يدرن أعمالا تجارية، سواء كأعمال جانبية، أو بدوام كامل، للنجاح في مسيرتهن.

المدونة والكاتبة إيما غانون

صدر الصورة، Emma Gannon

التعليق على الصورة، كانت إيما غانون تعمل في وسائل التواصل الاجتماعي لكنها الآن تعيش من عملها كمدونة وكاتبة
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وتقول أواغبا: "من المهم تحديد تخصص ما، وإيجاد شيء لا يفعله الآخرون". إن لم تكوني تفعلين شيئا جديدا تماما، فإن وجود ميزة فريدة لديك في تسويق مشروعك يعد أمرا ضروريا، وهذا "سر نجاحك".

وتعرف تعلورا مودي جيدا كل شيء عن البحث عن تخصص متميز. فبعد تأهلها كممرضة وهي في سن العشرين، وجدت فجوة في سوق ساعات اليد المصممة خصيصا للممرضات.

وقد لاحظت أن الساعة التقليدية للممرضات كانت "فضية عادية، ومملة جدا، ولذا فكرت لماذا لا أجعل تلك الساعة ممتعة أكثر؟" لذا طورت تصاميم مختلفة تُستخدم فيها أشكال عديدة، مثل "الزهور، والقطط، والنجوم، وكل شيء يمكن أن تفكر فيه".

وفي سن الثالثة والعشرين، حجزت مودي رحلة إلى الصين لتتحدث إلى بعض المصانع بشأن تنفيذ فكرتها، وهكذا بدأ مشروعها في النجاح.

وتقر قائلة: "كان الموضوع جنونيا بعض الشيء. لم يكن لدي تعليم في مجال الأعمال التجارية إطلاقا. كنت صغيرة جدا، وفي ذلك السن، كنت جريئة أيضا، وسافرت إلى آسيا. لم يبد الأمر عظيما حينئذ. والآن عندما أروي قصتي بعد مرور عشر سنوات، لا يصدقها كثير من الناس. لكن في ذلك الوقت، بدا لي أن القيام بهذه المهمة أمر طبيعي.

وتقول: "لقد حققنا أرباحا بالفعل في السنة الأولى، وهو أمر غير معتاد. وأعتقد أننا كنا محظوظين لأن الناس الذين اشتروا منتجاتنا كانوا يرتدونها حينذاك أمام عملاء محتملين آخرين، وبشكل يومي تقريبا في العمل".

وتقول أواغبا: "من الواضح أن وجود شبكة أمان، أو ربما محاولة ادخار القليل من المال مسبقا يمكن أن يساعد حقا عندما يصبح المشروع في مرحلة صعبة، ومن الواضح أن مشروعات كثيرة لا تكون مربحة بشكل فوري. لكنني آمل حقا ألا يكون المال عقبة أمام النساء عند الشروع في أعمالهن التجارية".

وإذا كان لديك عمل، من الخطر أن تتركيه بهدف التركيز بنسبة 100 في المئة على مشروعك الجانبي. ولا تضيعي ساعات العمل اليومية الرسمية في مشروعك الخاص. ومن أهم الأمور التي تقولها أوغابا للنساء اللائي يحاولن تحقيق التوازن بين عملهن الأصلي، ومشاريعهن الجانبية: لا تعرضي وظيفتك الرئيسية ومصدر دخلك الرئيسي للخطر.

أوغابا

صدر الصورة، Alamy

التعليق على الصورة، تقول أوغابا إن الاستيقاظ مبكرا لإنهاء بعض الأعمال قبل بدء عمل اليوم الرسمي هو أكثر إنتاجية من العمل حتى وقت متأخر من الليل

وتقول أوغابا: "فقط حاولي النهوض في وقت مبكر لإنجاز بعض المهام قبل موعد العمل الرئيسي. فهذا ما فعلته عندما كنت أحاول النهوض بمؤسسة "وومن هو". فالعمل لمدة ساعة أو ساعتين قبل موعد العمل الرئيسي وقضاء مساء خال من المهام، هو أكثر إنتاجية من محاولة العمل لساعات إضافية في المنزل بعد العودة من العمل".

إذن كم من المال يمكن أن يجني مشروع جانبي؟

لم تفصح غانون، التي يأتي دخلها من مصادر متنوعة، منها مشروع كتاب جديد، وحضور فعاليات مختلفة، وإدارة مدونتها الصوتية على الإنترنت، عما تجنيه بالضبط من أموال. لكنها تشير إلى أن خمس العاملين في المملكة المتحدة لديهم مشاريع جانبية، لذا فإنه اتجاه متزايد في النمو، ومرغوب أيضا خاصة في أوساط الشباب من أبناء جيل الألفية. لكنها تنصح بالصبر في البداية.

وتقول غانون: "لم أتمكن من ترك وظيفتي الأصلية. كان يتعين علي الحصول على راتب ثابت، وكان يتعين علي الحصول على المال، ودفع الفواتير، ودفع إيجار السكن؛ لذا من أجل البدء في هذا المشروع، كنت أحتاج إلى استقطاع ساعات ودقائق وأيام بعيدا عن وظيفتي. وتركت وظيفتي في النهاية، لكن لم أكن أستطيع تنفيذ مشروعي الجديد بين ليلة وضحاها".

أما مودي فقد وجدت طريقة أخرى لتحقيق التوازن بين عملها ومشروعها الجانبي. فهي تعمل ممرضة في قسم التوليد في الخدمة الصحية الوطنية ليوم واحد أسبوعيا، ولمدة 10 أشهر في العام، وتقضي بقية الوقت في العمل في مشروعين لتصنيع أدوات طبية.

وتقدم أواغبا بعض النصائح للنساء اللواتي يشعرن بحماسة لبدء مشاريع جانبية خاصة، وتقول: "لتكن لديك أهداف واضحة وملموسة لتحفيزك وتوجيهك إلى الطريق الصحيح. حتى لو كان الأمر يتعلق بالحصول على مجموعة جديدة من العملاء الذين يعملون لحسابهم الخاص، أو الحصول على موقع على الإنترنت وتشغيله، حاولي أن تحددي لنفسك هدفا، وحددي موعدا لإكماله، وأخبري الآخرين به كي تظلي مسؤولة أمامهم، ثم اقدمي على تنفيذه".

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على صفحة BBC Capital.