مقاتلو المعارضة السورية يغادرون حمص

غادر مئات من مقاتلي المعارضة السورية آخر معقل لهم في مدينة حمص بوسط سوريا.

وخرجت قافلتان من الحافلات التي تقل المسلحين من المدينة القديمة في حمص إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة شمالي البلاد.

ووصلت أول قافلة بعد وقت قصير إلى بلدتي تلبيسة والدار الكبيرة اللتين تبعدان نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من حمص.

وسمح لكل مقاتل باصطحاب حقيبة واحدة فقط وبندقية واحدة. كما سمح بتحميل قاذفة قنابل واحدة في كل حافلة.

وقال محافظ حمص، طلال البرازي، إن من المقرر أن تنتهي عملية الخروج الأربعاء.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن البرازي قوله إن نحو 2000 شخص سيتم إجلاؤهم بشكل إجمالي.

وقال نشطاء في حمص إن أول 600 شخص يتم إجلاؤهم كانوا من المقاتلين المصابين والمدنيين.

وأفاد مراسل بي بي سي عساف عبود من مدينة حمص بأن الدفعة الأولى من المسلحين خرجت من أحياء حمص القديمة بعيدا عن وسائل الإعلام.

وأضاف مراسلنا أنه شاهد دمارا كبيرا في الأبنية في حمص القديمة والأحياء المواجهة لخطوط التماس وخاصة حي الورشة.

كما كانت هناك أعمدة دخان متصاعدة من أحياء الخالدية والورشة والحميدية وجب الجندلي وباب هود في الاحياء القديمة لحمص.

يقول سكان في المنطقة ان مسلحي المعارضة أحرقوا مقراتهم وما تحتويه تمهيدا لانسحابهم.
التعليق على الصورة،

يقول سكان في المنطقة ان مسلحي المعارضة أحرقوا مقراتهم وما تحتويه تمهيدا لانسحابهم.

وفي غضون هذا، بدأ المسلحون في حلب بالسماح بدخول المساعدات الغذائية إلى بلدتي نبل والزهراء اللتين تسكنهما أغلبية شيعية مؤيدة للرئيس بشار الأسد وتخضعان لحصار مقاتلي المعارضة، بحسب نشطاء.

وفي إطار اتفاق الإجلاء، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتم التوصل إليه بعد أشهر طويلة من المفاوضات، يتم إطلاق سراح عدد من الرهائن الذين يحتجزهم مسلحو المعارضة في حلب واللاذقية.

ويعد هذا بمثابة نهاية المقاومة في المدينة، التي أطلق عليها في السابق "عاصمة الثورة" ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد.

وسيطرت المعارضة على معظم حمص في عام 2011، لكن خلال العامين الماضيين تمكنت القوات الحكومية على نحو تدريجي من استعادة السيطرة عليها وذلك عن طريق الحصار والقصف المستمر.

وفي فبراير/ شباط، سمحت الحكومة بإجلاء نحو 1400 شخص من المدينة القديمة.

"العالم خذلنا"

ثمة أعمدة دخان من أحياء الخالدية والورشة والحميدية وجب الجندلي وباب هود في الاحياء القديمة لحمص.
التعليق على الصورة،

ثمة أعمدة دخان من أحياء الخالدية والورشة والحميدية وجب الجندلي وباب هود في الاحياء القديمة لحمص.

ويقول بول وود، مراسل بي بي سي في بيروت، إن مقاتلي المتمردين وأسرهم كانوا يشعرون بالحزن والمرارة وهم يودعون المكان الذي أقسموا من قبل ألا يغادروه.

واضطروا أخيرا، كما يقول مراسلنا، إلى الموافقة على الاتفاق بعد عامين من حصار القوات الحكومية التي استخدمت ما وصفه بعض ضباط الجيش السوري بـ"استسلم أو مت جوعا".

وقال أحد النشطاء لبي بي سي عبر سكايب، وهو يستعد للخروج: "إن دول العالم خذلتنا".

ويقول مراسلنا إن الجماعات المسلحة داخل المدينة القديمة كانوا منقسمين حيال قبول وقف إطلاق النار أو رفضه.

وكانت جبهة النصرة، المرتبطة بالقاعدة، تريد محاولة كسر الحصار عن طريق سلسلة من العمليات الانتحارية.

وحاولت فعل ذلك، لكنها فشلت، وسيغادر مقاتلوها في الحافلات المعدة لذلك.

ولا يزال أحد أحياء حمص، وهو حي الوعر، خارج هذا الاتفاق.

لكن مراسلنا يقول إن المقاتلين فيه وافقوا على وقف إطلاق النار، وسيغادرون المدينة أيضا، بعد اتخاذ الترتيبات اللازمة.

ظلت القوات الحكومية تحاصر مقاتلي المعارضة المتحصنيين في الأحياء القديمة لعامين

صدر الصورة، AP

التعليق على الصورة،

ظلت القوات الحكومية تحاصر مقاتلي المعارضة المتحصنيين في الأحياء القديمة لعامين