هجوم شارلي إبدو: من هما الأخوان كواشي؟

نشرت الشرطة صورا للأخوين كواشي: شريف (يسار) وسعيد
(يمين)

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، نشرت الشرطة صورا للأخوين كواشي: شريف (يسار) وسعيد (يمين)

انتهت عملية مطارة قوات الأمن الفرنسي للمشتبه في قيامها باطلاق النار على مجلة شارلي إبدو بمصرع الشخصين.

وكانت الشرطة قد أعلنت بعد الحادث الذي وقع يوم الاربعاء وأسفر عن مقتل 12 شخصا إن منفذي الهجوم هما ألاخوان سعيد وشريف كواشي، ووصفتهما بأنها "مسلحان وخطيران".

من هما الأخوان كواشي؟

قالت وسائل إعلام فرنسية إن شريف، 32 عاما، كان قد سجن عام 2008، وكان يعرف لدى الشرطة منذ زمن بمشاركته في الأنشطة المسلحة التي تقوم بها جماعات إسلامية متطرفة.

وكان شريف، الذي يعرف أيضا بـ "أبو حسن"، عضوا في ما يعرف بـ "خلية بوت شومون" التي ساهمت في إرسال جهاديين للقتال مع تنظيم القاعدة في العراق بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني لها عام 2003.

وذكرت صحيفة الحرية أن شريف نشأ في ملجأ أيتام في مدينة رين شمالي غرب فرنسا، وكان يعمل في تدريب اللياقة البدنية قبل توجهه للعيش مع أخيه في باريس، ليعمل هناك عامل توصيل بأحد المطاعم التي تقدم البيتزا.

وكانت الشرطة قد ألقت القبض عليه عام 2005 وهو يهم بالصعود على متن طائرة متوجهة إلى سوريا، وذلك في الفترة التي كان الجهاديون يتوجهون فيها لقتال القوات الأمريكية في العراق.

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أنه وفي الفترة التي تلت سجنه بين كانون الثاني/ يناير 2005 وتشرين الأول/ أكتوبر 2006، كان شريف على صلة بجمال بيغال الذي أصبح فيما بعد يشرف على نشاطه.

وكان بيغال قد حكم عليه بالسجن عشر سنوات في فرنسا عام 2001؛ لمشاركته في التخطيط لتفجير السفارة الأمريكية في باريس.

كثفت الشرطة من أعمالها مساء أمس في منطقة ريمس إلا أن المسؤولين لم يدلوا بأية تفاصيل

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، كثفت الشرطة من أعمالها مساء أمس في منطقة ريمس إلا أن المسؤولين لم يدلوا بأية تفاصيل

وذكرت صحيفة الحرية أنه في عام 2008، ألقي القبض على شريف كواشي وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات عن دوره في إرسال مقاتلين إلى العراق، إلا أن الحكم أوقف قبل انتهائه بـ 18 شهرا.

ووصفه إيريك بيد، أحد جيرانه الفرنسيين، بأنه كان "حسن السلوك والمظهر وكان ودودا مؤدبا. وفضلا عن ذلك كله، كان يحب مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة."

وقال بيد في حديثه مع بي بي سي إن شريف "لم يكن عدوانيا أو متعصبا، وكان شخصا هادئا".

"صلات بالعراق"

وكان الأخوان يترددان بكثرة على أحد المساجد في حي ستالينغراد بالعاصمة الفرنسية، ووقعا تحت تأثير أحد الأئمة المتطرفين ويدعى فريد بن ييتو، ويقال إنه كان يدعوهم إلى دراسة الإسلام في منزله وفي مركز إسلامي في الحي الذي يقيمون فيه.

وذكر أحد الخبراء الفرنسيين في شؤون الجماعات الإسلامية أن أبوبكر الحكيم، وهو متطرف على علاقة بتنظيم القاعدة في العراق، كان من بين الشخصيات الهامة في خلية بوت شومون.

وقال جان بيير فيليو، من معهد الدراسات السياسية في باريس، إن محكمة فرنسية حكمت على الحكيم بالسجن سبع سنوات عام 2008، بالتزامن مع فترة سجن شريف وفريد بن يوتو، الذي حكم عليه لست سنوات. وأدى ذلك لظهور الشبكة الجهادية التي شكلوها.

وقال فيليو في مقال نشر بالفرنسية إن الحكيم كان قد جند مسلحين للقتل في مدينة الفلوجة، وهي مدينة عراقية كانت معقلا لتنظيم القاعدة عام 2004.

نسخة من هوية سعيد كواشي وجدتها الشرطة داخل السيارة المهجورة

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، نسخة من هوية سعيد كواشي وجدتها الشرطة داخل السيارة المهجورة

وأضاف فيليو أن الحكيم كان مطلوبا أيضا من قبل السلطات التونسية، لاتهامه بالتورط في قتل رجلي المعارضة التونسية اليساريين شكري بلعيد ومحمد براهمي عام 2013، وأنه قام بتلك العملية تحت راية ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية".

وفي عام 2008، ارتبط اسم شريف بالتخطيط لتهريب متشدد آخر من السجن هو إسماعيل آية علي بلقاسم، وكان بيغال هو من خرج بهذه الخطة، طبقا لما ذكرته قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية.

وكان يعرف عن بلقاسم أنه ينتمي إلى صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، وأنه حكم عليه عام 2002 بالسجن مدى الحياة لتورطه في حادثة تفجير محطة مترو باريس عام 1995، والذي أسفر عن إصابة 30 شخصا.

كما ورد اسم سعيد كواشي، 34 عاما، أيضا في قضية عملية بلقاسم، إلا أن الأخوين لم تجر إدانتهما لعدم كفاية الأدلة.