روسيا وأوكرانيا: ما هي العقوبات المفروضة على موسكو؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

صدر الصورة، Reuters

قررت الولايات المتحدة وبريطانيا حظر النفط والغاز الروسي في رد على الغزو الروسي لأوكرانيا، وتعهد الاتحاد الأوروبي بإنهاء اعتماده على صادرات الغاز من روسيا بحلول عام 2030.ومثل الإعلان تصعيدا للعقوبات التي كانت القوى الغربية قد فرضتها بالفعل على موسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

ما معنى العقوبات؟

العقوبات هي وسيلة تستخدمها الدول لمعاقبة دول أخرى، أو قادة دول أخرى، أو سياسيين، بسبب قيامهم بخرق القوانين الدولية، في محاولة لمنع استمرار ذلك.

وتكون العقوبات مصممة للإضرار باقتصاد الدولة المستهدفة ومواردها المالية، وقادتها السياسيين.

ويعد فرض العقوبات من أقسى الخطوات التي قد يتم اتخاذها بحق الدول، ما خلا المواجهة المسلحة معها.

ما الذي قالته الدول عن النفط والغاز الروسي؟

حظر الرئيس الأمريكي جو بايدن جميع واردات النفط والغاز الروسي.واعترف بأن القرار "لم يكن دون تكلفة على الداخل"، لكنه قال إنه اتخذه "بالتشاور الوثيق" مع الحلفاء.بدورها ستقوم المملكة المتحدة بوقف الاعتماد على واردات النفط الروسي بشكل تدريجي حتى نهاية عام 2022.ويستورد الاتحاد الأوروبي حاليا ربع نفطه وحوالي 40 في المئة من غازه من روسيا ، لذلك لم يعلن التكتل عن فرض حظر كامل على قطاع الطاقة الروسي حتى الآن.لكن المفوضية الأوروبية قالت إنها ستتحول إلى الإمدادات البديلة، وتوسع الاعتماد على الطاقة النظيفة بسرعة أكبر ، على أمل تمكين أوروبا من وقف الاعتماد على واردات النفط والغاز الروسي بشكل كامل "قبل عام 2030".وكانت ألمانيا قد علقت اعتماد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، وهو مشروع خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي بطول 1200 كيلومتر، يمتد من غربي روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.

ما هي أبرز العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا؟

شعار نظام سويفت على حائط أحد البنوك

صدر الصورة، Reuters

عمد القادة الغربيون إلى تجميد أصول البنك المركزي الروسي، مما حد من قدرته على الوصول إلى 630 مليار دولار من احتياطاته.

ومنعت بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة المواطنين والشركات لديها من إجراء أي تعاملات مالية مع البنك المركزي الروسي أو وزارة المالية الروسية أو صندوق الثروة السيادي الروسي.

وتضمنت العقوبات إبعاد بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت الذي يسمح بتحويل الأموال بشكل سهل بين الدول المختلفة، وهو الأمر الذي سيعيق قدرة روسيا على الحصول على عائدات بيع نفطها وغازها.

كما فرضت بريطانيا عدة عقوبات إضافية على موسكو من بينها:

  • استبعاد كبرى البنوك الروسية من النظام المالي البريطاني.
  • تجميد أصول كافة البنوك الروسية
  • إصدار قوانين لمنع الشركات والحكومة الروسية من الحصول على أموال من الأسواق البريطانية.
  • وضع حد أقصى للمبالغ المالية التي يمكن للروس إيداعها في البنوك البريطانية.

بدوره أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات تستهدف 70 في المئة من السوق المصرفية الروسية وكبريات الشركات المملوكة للدولة الروسية.

عقوبات على الأشخاص

استهدفت العقوبات الغربية أيضا عددا من الأشخاص البارزين في روسيا، على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، الذي تم تجميد أصوله في الولايات المتحدة، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، علاوة على حظر سفرهما إلى الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، استهدفت الولايات المتحدة أصول ثمانية آخرين من الأوليغارش والمسؤولين الروس، بما في ذلك رجل الأعمال أليشر عثمانوف.

أليشير عثمانوف مع الرئيس الروسي في الكرملين عام 2018

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، استهدفت الولايات المتحدة رجل الأعمال الروسي أليشر عثمانوف.

وفرضت أستراليا عقوبات على الأثرياء الروس، وأكثر من 300 من البرلمانيين الروس، الذين صوتوا بالسماح بإرسال الجيش إلى أوكرانيا.

وفرضت اليابان عقوبات على مؤسسات وشخصيات روسية، وعلقت صادرات عدة سلع إلى روسيا، منها صادرات أشباه الموصلات.

وأطلق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا فريق عمل عبر المحيط الأطلسي لتحديد وتجميد أصول الأفراد والشركات الخاضعة للعقوبات.كما أعلنت بريطانيا عزمها فرض قيود على منح "التأشيرات الذهبية" ، التي سمحت للأثرياء الروس بالحصول على حقوق الإقامة في بريطانيا، ومن المقرر أن يناقش النواب البريطانيون مشروع قانون الجرائم الاقتصادية، الذي يهدف إلى تجميد أصول "حلفاء بوتين" في المملكة المتحدة.

التجارة مع روسيا والسفر

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

تم الإعلان عن فرض قيود على المنتجات التي يمكن إرسالها إلى روسيا من قبل بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها.ويشمل هذا السلع ذات الاستخدام المزدوج - وهي المواد التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء، مثل المواد الكيميائية أو الليزر.ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيصال روسيا إلى وضع يصبح معه م نالمستحيل عليها تحديث وصيانة مصافي النفط لديها، كما قام التكتل بحظر بيع الطائرات ومعداتها لشركات الطيران الروسية.انضمت الولايات المتحدة إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا في حظر جميع الرحلات الجوية الروسية من مجالها الجوي. كما حظرت بريطانيا أيضا دخول الطائرات الخاصة المسجلة في دول ثالثة في حال تم استئجارها من قبل الروس.وقد تم بالفعل حجز طائرة خاصة في مطار فارنبورو في هامبشاير بسبب اشتباه بأنها مملوكة أو مستأجرة من قبل الملياردير الروسي يوجين شفيدلر.كما تواجه بيلاروسيا، التي اتُهمت بمساعدة الغزو الروسي، عقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا.

ما الذي قامت به الشركات؟

أوقف عدد متزايد من الشركات العالمية بما في ذلك ماكدونالدز وكوكا كولا وستاربكس خدماتها في روسيا.كما أوقفت مجموعة يونفيرسال للموسيقى عملياتها وأغلقت مكاتبها في روسيا.

موظف أمام فرع لماكدونالدز في روسيا

صدر الصورة، Getty Images

كما أعلنت كل من أبل ونتفليكس وزارا ومذركير واتش آند إم وجاغوار ولاندروفر تعليق أنشطتها في روسيا.وقالت ثلاث من أكبر أربع شركات محاسبة في العالم إنه لن يكون لها بعد الآن شركاء في روسيا، في حين أعلنت شركة المحاماة الرائدة فريش فيلدز أنها لن تعمل بعد الآن مع أي عملاء مرتبطين بالدولة الروسية.

كيف ردت روسيا على العقوبات؟

رفعت روسيا سعر الفائدة الرئيسية بأكثر من الضعف في محاولة لوقف تراجع الروبل، الذي انخفضت قيمته مقابل الدولار بنسبة 30 في المئة بعد فرض العقوبات.كما قامت بمنع مدفوعات الفوائد للمستثمرين الأجانب الذين يحملون سندات حكومية، وحظرت على الشركات الروسية دفع أموال للمساهمين الأجانب.ومنعت روسيا المستثمرين الأجانب الذين يمتلكون عشرات المليارات من الدولارات من الأسهم والسندات الروسية من بيع تلك الأصول.ويشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من قيام العديد من الأثرياء الروس بتحويل مدخراتهم من الروبل إلى عملات مشفرة -مثل البيتكوين- للالتفاف على العقوبات.وترفض العديد من أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم فرض حظر شامل على العملاء الروس.وقد هددت وزارة الخارجية الروسية بفرض عقوبات على الغرب، قد تشمل تقليل أو إيقاف إمدادات الغاز إلى أوروبا.كما لا تستطيع شركات الطيران البريطانية دخول المجال الجوي الروسي أو الهبوط في المطارات الروسية.