طالبان وأمريكا يستعدان للتوقيع على اتفاق سلام في الدوحة

جانب من مؤتمر الدوحة عام 2019 الذي حضره ممثلو طالبان

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة،

جانب من مؤتمر الدوحة عام 2019 الذي حضره ممثلو طالبان

توقع الولايات المتحدة وتنظيم طالبان اتفاقا في قطر السبت، ضمن مسارٍ محتمل للسلام ولإنهاء الحرب الطويلة بين الطرفين.

ومن المقرر أن يحضر وزير الخارجية مايك بومبيو توقيع الاتفاق الذي ينص على انسحاب آلاف الجنود الأميركيين من أفغانستان مقابل تقديم ضمانات أمنية للجانب الأمريكي.

يأتي ذلك بعد هدنة جزئية استمرت لمدة أسبوع مع طالبان.

ويعزز الاتفاق آمالاً بعملية أوسع للسلام بعد 18 سنة من الحرب.

وأعلن ترامب الجمعة في بيان أنه "قريباً، بناء على توجيهاتي، سيشهد وزير الخارجية مايك بومبيو على توقيع اتفاق مع ممثلي طالبان".

وأضاف "الاتفاق يوفر إمكانية لإنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة الجنود إلى الوطن".

وقال ترامب إنه "سيعود، أخيراً، إلى الأفغانيين وحدهم العمل على بناء مستقبلهم، لذلك نحن نحضهم على اغتنام الفرصة للسلام ولمستقبل جديد لبلدهم".

ينص الاتفاق على قبول طالبان بعقد محادثات مع الحكومة الأفغانية، الأمر الذي رفضته في السابق معتبرةً المسؤولين الحكوميين "مجموعة من الدمى للأمريكيين".

واعتبر ترامب أن التهدئة التي استمرت أسبوع والتي مهدت لهذا التوقيع، صمدت على نحو واسع ولم يخرقها سوى حوادث بسيطة فقط.

وسيكون وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في كابول السبت لتوقيع إعلان مشترك مع الحكومة الأفغانية.

تحليل ليز دوسيت كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي

لقد استغرق التوصل لهذا الاتفاق أكثر من سنة من المفاوضات المكثفة في الدوحة وكابول وفي عواصم عدة أخرى.

وتعدّ هذه اللحظة التاريخية خطوة مهمة نحو إنهاء أطول حرب أمريكية ولبدء العملية التي يأمل الأفغان في أن تضع حداً لصراع مدمر استمر لأكثر من أربعة عقود.

ويفاخر قادة طالبان، في رسائل لمناصريهم، بكسب الحرب وبهزيمة الامبراطورية الأمريكية. وسوف يختبر هذا الاتفاق تعهد طالبان بالسعي إلى السلام وإلى تجنيب أفغانستان أن تصبح مجدداً ملاذاً "للمجموعات المتطرفة".

ويشدد مسؤولون أمريكيون على أن انسحاب الجنود يتوقف على التزام طالبان بالاتفاق. وبناء على ذلك، فإن أول مجموعة من خمسة آلاف جندي سيغادرون في الأشهر المقبلة من بين نحو 13 ألف جندي يؤدون الخدمة حالياً في أفغانستان .

كيف تم التوصل إلى هذه المحادثات؟

في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلنت طالبان أنها سوف تقابل مسؤولين أمريكيين لإيجاد خارطة طريق للسلام. ولكن المقاتلين استمروا في رفضهم عقد محادثات مباشرة مع الحكومة في كابول.

أفغانيون يحتفلون

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة،

احتفل سكان مدينة جلال آباد شرقي أفغانستان بانخفاض مستوى العنف في البلاد

بعد تسع جولات لمحادثات بين أمريكا وطالبان، بدا أنهما يقتربان من عقد اتفاق. وأعلن المفاوض الأمريكي الأعلى في أيلول/ سبتمبر 2019 أن بلاده قد تسحب 5400 جندي من أفغانستان خلال 20 أسبوعا كجزء من اتفاق قد تم بشكل أولي مع طالبان.

ولكن بعد أيام، قال ترامب إن المحادثات "ماتت"، بعدما اعترفت طالبان بقتل جندي أمريكي.

وقال ترامب للمراسلين "هم اعتقدوا أن عليهم قتل الناس من أجل تحسين موقعهم في التفاوض قليلاً"، معتبراً الهجوم "خطأ كبيرا".

ولم تخف حدة القتال لأشهر بعد انهيار الاتفاق.

ومنذ 2011، استضافت قطر قادة طالبان الذين انتقلوا إليها لبحث السلام في أفغانستان. وكان ذلك مساراً متقلباً. وقد جرى افتتاح مكتب لطالبان في الدوحة عام 2013 ثم أقفل في السنة نفسها وسط خلافات بشأن رفع أعلام التنظيم.

واستضافت قطر أيضاً مؤتمرا كبيرا في تموز/ يوليو توصل إلى خارطة طريق للسلام في أفغانستان. وبشكل ملحوظ، ضم الاتفاق مسؤولين من طالبان ومن الحكومة الأفغانية، علماً بأن الأخيرين حضروا بصفة شخصية.

ما هي خلفية الحرب الأفغانية؟

بدأت الحرب حين شنت الولايات المتحدة غارات جوية بعد شهر من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة. ورفضت طالبان تسليم الرجل الذي يقف خلف تلك الهجمات، أسامة بن لادن.

وانضم إلى الولايات المتحدة تحالف دولي وتم الإطاحة سريعاً بطالبان من السلطة. مع ذلك، تحولت طالبان إلى قوة متمردة وتابعت هجماتها الدامية، وزعزعت الحكومات الأفغانية المتلاحقة.

وبينما أنهى التحالف الدولي مهمته القتالية في 2014، أبقي آلاف العناصر تحت بند تدريب القوات الأفغانية. لكن الولايات المتحدة تابعت عملياتها القتالية الخاصة بعد تقليصها في أوقات سابقة، بما فيها الغارات الجوية.

مع ذلك، استمرت طالبان في كسب الزخم، وفي 2018 وجدت "بي بي سي" أنهم ينشطون في 70% من أفغانستان.

وقتل نحو 3500 عنصر من قوات التحالف الدولي في أفغانستان منذ اجتياح 2001، وأكثر من 2300 منهم جنود أمريكيون.