مصر: القبض على 7 للاشتباه بمشاركتهم في تحرش جماعي باحتفال تنصيب السيسي

قالت وزارة الداخلية المصرية إنه تم القبض على سبعة أشخاص للاشتباه في مشاركتهم في حادث تحرش جنسي جماعي بنساء في احتفالات تنصيب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي بميدان التحرير، بوسط القاهرة.

وجاء القبض على المشتبه بهم وسط تنامي الغضب من انتشار فيديو فاضح يظهر سيدة عارية تماما ويجري الاعتداء عليها في ميدان التحرير.

وقال مصدر بمديرية أمن القاهرة لبي بي سي إن عناصر من قوات الأمن تدخلت أثناء وقائع التحرش للسيطرة على الموقف ونقل الفتيات اللاتي تعرض للتحرش الجنسي إلى المستشفى.

ويتراوح أعمار الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم بين 15 و 49 عاما.

وتم القبض على هؤلاء بعد حالة سخط من نشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر سيدة يتم تجريدها من ملابسها، خلال احتفالات بفوز السيسي بالرئاسة.

وليس من الواضح توقيت تصوير الفيديو، غير أن شهود عيان أبلغوا بي بي سي باعتداءات مشابهة وقعت مساء الأحد في ميدان التحرير.

ينظم نشطاء مصريون حملات من حين لآخر بهدف محاربة التحرش بالمرأة.

صدر الصورة، AP

التعليق على الصورة، ينظم نشطاء مصريون حملات من حين لآخر بهدف محاربة التحرش بالمرأة.

وقال الشخص الذي بث الفيديو على يوتيوب إنه صور في ميدان التحرير مساء الأحد، غير أنه يبدو أن الفيلم بث لأول مرة يوم الأربعاء، الرابع من الشهر الحالي.

ورغم اعتقاد العديد من مستخدمي الانترنت بداية بأن الفيديو يصور أحداثا وقعت الأحد، فإنه يبدو أن الفيديو بث لأول مرة يوم الرابع من يونيو/حزيران، بعد يوم واحد من إعلان النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة.

وقد أزيل الفيديو الأصلي من على يوتيوب بسبب محتواه الصادم للمشاعر، ثم أعيد بث نسخة معدلة على اليوتيوب الأحد.

وتجاوز عدد مشاهدات الفيديو 130 ألف مشاهدة.

وقالت مصادر طبية لبي بي سي إن "سيدة نقلت الأحد في حالة حرجة إلى مستشفى الجمهورية بعد تعرضها لعملية اغتصاب كاملة".

وأضافت المصادر أن الضحية نقلت لاحقا إلى مستشفى الجلاء، لكنه من غير المعروف ما إذا كانت لاتزل موجودة فيه.

"تجريم التحرش"

وأثار رد فعل مذيعة بقناة تلفزيون محلية على تقرير مراسلة حول واقعة التحرش غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ علقت قائلة إنهم، إي المتحرشون المفترضون، "مبسوطون" (أي فرحون).

وقالت وسائل إعلام محلية إن المذيعة اعتذرت لاحقا عن تعليقها، قائلة إنها كانت تظن أن ما سمعته مجرد شائعات.

وتشير التقارير إلى أن سيدة، في الثلاثينات من عمرها، كانت مع ابنتها في الميدان وسط القاهرة للمشاركة في الاحتفالات عندما احاط بها نحو 10 أشخاص ادعوا حمايتها من التحرش.

وذكرت منظمة غير حكومية معنية بمجابهة التحرش إلى ان متطوعين بالمنظمة قدموا المساعدة لأربعة سيدات تعرضن للتحرش من بينهن سيدة حامل.

وكانت السلطات المصرية قد أصدرت الأسبوع الماضي قانونا يجرم لأول مرة التحرش بالنساء.

وينص القانون الجديد على أن الرجال الذين يتحرشون بالنساء أمام الناس، أو خفية سيواجهون عقوبة السجن خمس سنوات.

ولم يكن التشريع المصري من قبل يشمل قانونا يعرف طبيعة التحرش الجنسي.

وقد أعدت الأمم المتحدة عام 2013 دراسة خلصت إلى أن تسعا من كل عشر نسوة مصريات قد تعرضن لشكل من أشكال الاعتداءات الجنسية، من التحرش البسيط الى الاغتصاب.

ووصف مناصرو حقوق الإنسان مدى انتشار ظاهرة التحرش في مصر بأنه "مخيف".

وقد زادت المشكلة خطورة وانتشارا في السنوات الثلاث التي أعقبت إطاحة نظام الرئيس حسني مبارك.

ولكن بموجب القانون الجديد، سيواجه مرتكبو التحرش أحكاما بالسجن تتراوح بين ستة أشهر وخمس سنوات.

وسيحكم بالمدة الأطول على من يرتكبون جرائمهم من موقع قوة، سواء وظيفيا أم فعليا (عندما يكونون مسلحين).