سوديش أمان تمنى الموت "شهيدا لدخول الجنة"

سوديش عمّان

صدر الصورة، Met

كشفت الشرطة البريطانية هوية المهاجم الذي أردته قتيلاً في لندن الأحد، بعد طعنه ثلاثة أشخاص جنوبي العاصمة البريطانية.

وتبيّن أن الرجل كان قد أُطلق سراحه من السّجن في يناير/كانون الثاني الفائت. وقضى سوديش أمان، 20 عامًا، الذي أطلق سراحه منذ حوالي أسبوع فقط، نصف مدة عقوبته البالغة ثلاث سنوات وأربعة أشهر، بعد إدانته بارتكاب جرائم إرهابية.

وكان المهاجم تحت مراقبة الشرطة عند وقوع الهجوم في منطقة ستريتهام.

وسُمع دوي إطلاق نار يوم الأحد، بعد الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، في الشارع التجاري الرئيسي في المنطقة الواقعة جنوبي لندن.

التعليق على الفيديو، موقع الحادث

وأفادت التقارير بأن منفذ الهجوم دخل إلى أحد المتاجر وبدأ في طعن الناس، ثم غادر المتجر وطعن امرأة في الشارع.

وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا ثلاث طلقات نارية، ورأوا رجلاً ملقى على الأرض خارج محل بيع أدوية ومواد صيدلانية، وسط انتشار لرجال الأمن، الذين طلبوا من المارة الابتعاد.

وقالت شرطة العاصمة "ميتروبوليتان" إن رجال الأمن المسلحين كانوا ضمن فريق "عملية استباقية لمكافحة الإرهاب"، وكانوا يتابعون المشتبه به سيرًا على الأقدام ولذلك وصلوا إلى موقع الحادث على الفور.

وأضافت أن منفذ الهجوم كان يلف جسده بحزام ناسف مزيف؛ لإيهام الناس بأنه سيفجر نفسه.

وقالت خدمة إسعاف لندن إنها قدمت العلاج لعدد من الأشخاص في مكان الحادث، ونقلت آخرين إلى المستشفى.

سيارات إسعاف

صدر الصورة، Dan Smith

التعليق على الصورة، هرعت سيارات الإسعاف والشرطة إلى موقع الحادث

وقال شاهد عيان، يدعى جوليد بولهان، وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاما ويسكن الحي: "كنت أعبر الطريق عندما رأيت رجلا يحمل سكينا، ويطارده، حسبما أعتقد، شرطي سري".

تجمع المواطنون بالقرب من موقع الحادث

صدر الصورة، Wellzy Ryder

التعليق على الصورة، تجمع المواطنون بالقرب من موقع الحادث

وقال شاهد عيان آخر، يدعى دانيال غوف، إنه كان يمارس رياضة الجري عندما سمع دوي إطلاق النار وشاهد الناس يركضون.

وأضاف: "عمت حالة من الذعر وكان الناس يصرخون، كما رأيت شرطيا يصرخ ويطلب من الجميع الابتعاد، وكان يصوب سلاحه نحو رجل على الأرض، عندما ظهر عدد أكبر من رجال الشرطة".

متعلقات شخصية مبعثرة على رصيف في موقع الحادث

صدر الصورة، PA Media

التعليق على الصورة، متعلقات شخصية مبعثرة على رصيف في موقع الحادث

من هو سوديش أمان؟

مراسل بي بي سي للشؤون الداخلية دانييل دي سيموني

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

أقر سوديش أمان، أواخر عام 2018، بالذنب في ست تهم بحيازة مستندات تحتوي على معلومات إرهابية، وسبعة تهم بتوزيع منشورات إرهابية.

وكان أحد المستندات، التي اعترف أمان بامتلاكها، كتاب عن فنون القتال بواسطة السكاكين.

وقد صدر حكم بسجنه، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، لثلاث سنوات وأربعة أشهر.

وأمضى المتهم نصف المدة في سجن بلمارش، المخصص للمتهمين في قضايا إرهاب، والخاضع لحراسة مشددة. ومنذ إطلاق سراحه، قبل أيام قليلة، أقام أمان في نزل خاص، وخضع لمراقبة ومتابعة رجال الأمن على مدار الساعة.

وكانت حركته مقيدة ويرتدي حزاماً إلكترونيا يحدد موقعه على مدار الساعة.كما صودر جواز سفره، ومُنع من الاقتراب من المطارات أوالموانىء.

وقال تنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" إن أمان مقاتل في صفوف التنظيم.

واعتُقل أمان، لأول مرة، في شمال لندن، في مايو/آيار 2018، على أيدي ضباط مسلحين؛ للاشتباه في تخطيطه لتنفيذ هجوم إرهابي.

وقد لفت انتباه شرطة مكافحة الإرهاب، في أبريل/ نيسان من ذلك العام، عندما اطلع رجال الأمن على منشورات له على تطبيق المراسلة، تليغرام. ومن بين المواد التي نشرها، عبر تليغرام، صورة لسكين وسلاحين ناريين على خلفيه علم "الدولة الإسلامية".

واكتشف رجل الأمن، بعد إلقاء القبض عليه، أنه شارك مجلة تنظيم القاعدة عبر تطبيق "واتس آب" مع أفراد أسرته، وأرسل منشورات تدعو إلى التطرف إلى أشقائه الصغار، مؤكداً لهم أن "الدولة الإسلامية باقية".

وفي رسالة أخرى لأحد أشقائه الصغار، قال أمان إن النساء الأيزيديات "سبايا"، وإن القرآن يسمح باغتصابهن.

كما قام أمان بإرسال مقاطع فيديو لعمليات قطع رؤوس، نفذتها عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى صديقته، ودعاها إلى قتل والديها "الكافرين".

وأكد أمان لصديقته مبايعته لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، معبراً عن رغبته في تنفيذ هجوم باستخدام "الأسيد".

وكتب في دفتر ملاحظاته تحت عنوان "أهداف حياتي" أنه يتمنى الموت "شهيدا"؛ بغية الوصول إلى الجنة.

"تغييرات جوهرية"

موقع الحادث

صدر الصورة، Andy Bullemor

التعليق على الصورة، وقع الحادث الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش

وبعد الهجوم، أعرب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن تعاطفه مع المصابين والمتضررين من الحادث، كما شكر خدمات الطوارئ على سرعة استجابتها.

من جانبه، شكر عمدة لندن، صديق خان، خدمات الطوارئ على " شجاعتهم و سرعة استجابتهم".

وأضاف: "يسعى الإرهابيون إلى تقسيمنا و لن نسمح لهم بذلك على الإطلاق".

وأعربت بيل ريبيرو - أدي، النائبة عن حزب العمال المعارض في ستريتهام، عن تعاطفها مع المصابين وأسرهم و من شهدوا الهجوم.

وقال زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين،"قلبي مع المتضررين"، وشكر خدمات الطوارئ "لتفانيهم واستجابتهم السريعة".

وأعلن جونسون أن الحكومة ستكشف عن خطط إضافية بشأن "تغييرات جوهرية في نظام التعامل مع المدانين بارتكاب جرائم متعلقة بالإرهاب" يوم الاثنين.

وقال إن الحكومة تحركت بسرعة لتعزيز تدابير مواجهة الإرهاب، بما في ذلك أحكام بالسجن لفترات أطول ومزيد من الدعم المالي لخدمات الشرطة، وذلك في أعقاب هجوم لندن بريدج، الذي وقع في ديسمبر/كانون الأول الماضي.