"جبهة تحرير سوريا" آخر تشكيلات المعارضة

ادلب

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، ادلب تحولت إلى مركز كبير للمهجرين في سوريا

بعد أيام معدودة من إعلان حركتي "نور الدين زنكي" و"أحرار الشام الإسلامية" ومجموعات صغيرة اخرى في 18 فبراير شباط 2018 عن اندماجهم في جسم عسكري موحد تحت اسم "جبهة تحرير سوريا" وذلك من خلال بيان أصدرته الحركتان، بدأت رحى المعارك تدور في شمال البلاد.

فقد شهدت أرياف حلب وادلب وحماة معارك بين الجبهة و"هيئة تحرير الشام" ( النصرة سابقا)، تمكنت خلالها الجبهة من السيطرة على عدد من القرى وتراجعت سيطرة الهيئة على الأرض وباتت تقتصر على مدينة إدلب وبعض ريفها.

وانتزعت الجبهة عدداً من المدن والبلدات التي كانت تعتبر معاقل أساسية للهيئة مثل بلدة دارة عزة ومعرة النعمان.

"بداية مرحلة"

ويرى المراقبون أن ما يجري في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في الشمال ليس سوى بداية مرحلة للقضاء على الهيئة في المنطقة بضوء أخضر ودعم تركي مما يسمح بانتشار القوات التركية في المنطقة وتطبيق اتفاق "خفض التوتر" بالتنسيق مع روسيا.

وفي حال القضاء على وجود الهيئة في المنطقة يفترض أن تنتفي مبررات أي هجوم محتمل تقوم به روسيا والحكومة السورية هناك كون "الهيئة" هي الوحيدة المصنفة في قائمة المنظمات الإرهابية عالميا.

وفي هذا السياق أصدر "المجلس الاسلامي السوري" المقرب من الحكومة التركية يوم 26 فبراير/شباط بيانا شديد اللهجة ضد الهيئة وزعيمها أبي محمد الجولاني ووصف فيه الجولاني ومن بقي معه بأنهم "بغاة مارقون أو مرتزقة مأجورون أو أغبياء مغفلون وهم محاربون يجب قتالهم حتى يستسلموا ويحاكموا".

وكغيرهما من الحركات الجهادية المسلحة في سوريا مرت الحركتان اللتان تشكلان الجبهة بسلسلة من التحولات والتحالفات والمعارك منذ الإعلان عن تأسيسهما حتى هذه الآن.

مؤسس الحركة توفيق شهاب الدين

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، الزنكي من بين أقدم الجماعات التي حملت السلاح في سوريا

حركة نور الدين زنكي

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

تأسست الحركة في نهاية العام 2011 في ريف حلب على يد أحد رجال بلدة "قبتان الجبل" الواقعة في ريف مدينة حلب هو توفيق شهاب الدين الذي لا يزال يرأس الحركة حتى تاريخه.

وكان لها دور بارز في قتال تنظيم "الدولة الاسلامية" وطرده من حلب في عام 2014. ويقدر عدد مقاتليها بقرابة 7 آلاف مقاتل.

الحركة كانت في البداية من بين الفصائل التي حملت راية "الجيش الحر" وشاركت في العديد من "غرف العمليات" لقتال القوات الحكومية. لكن الحركة شهدت العديد من التحولات إذ تأرجحت تحالفاتها ما بين القوى المعارضة التي تصنف في خانة التنظيمات المعتدلة والقوى "الجهادية".

فعلى سبيل المثال دخلت الحركة في تحالف "جيش الفتح" الذي قاد المعارك في محافظة إدلب ونجح في طرد القوات الحكومية منها عام 2015.

ومع انطلاق مفاوضات الأستانة بداية 2017 دخلت الحركة في تحالف مع "جبهة فتح الشام" وقسم من أحرار الشام وشكلوا سوية "هيئة تحرير الشام" والتي مثلت أكبر قوة عسكرية معارضة في شمال سوريا. لكن سرعان ما انسحبت الحركة من الهيئة أواسط 2017 بعد أن اندلعت معارك بين الهيئة وجناح حركة أحرار الشام الذي لم ينضم إلى الهيئة.

وبعد أشهر قليلة من الانسحاب اندلعت معارك بالأسلحة الثقيلة بين الجانبين في ريف حلب قتل فيها العشرات من الطرفين وتوقفت الاشتباكات دون أن يحسم أي طرف المعركة لصالحه.

مقاتلون من احرار الشام

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، أحرار الشام من كبريات الحركات الاسلامية في سوريا

حركة أحرار الشام الاسلامية

ظهرت الحركة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وهي حركة إسلامية عسكرية تهدف إلى بناء "دولة اسلامية على أساس الشريعة الاسلامية" ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 20 ألف شخص وهم منتشرون في شمالي ووسط سوريا والغوطة الشرقية .

نشط مقاتلو الحركة في مختلف المحافظات السورية، لكن قوتها تتمركز حاليا في محافظتي إدلب وحلب وحماه.

أعلنت أحرار الشام في 31 يناير/كانون الثاني 2014 عن اندماجها مع تشكيلات إسلامية ضمن الجبهة الإسلامية السورية، وهي لواء التوحيد وحركات الفجر الإسلامية، وكتائب الإيمان المقاتلة، وجيش الإسلام، وصقور الشام وغيرها.

فقدت في 9 سبتمبر/أيلول 2014 قائدها حسان عبود (الملقب بأبي عبد الله الحموي) وشقيقيه والقائد العسكري أبو طلحة والمسؤول الشرعي للحركة أبو عبد الملك مع أكثر من 45 قياديا آخرين في انفجار بأحد مقراتها حيث كانوا في اجتماع لمجلس شورى الحركة ببلدة رام حمدان بريف إدلب.

تولى هاشم الشيخ أبو جابر بعد ذلك قيادة الحركة، وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2014، أُعلن عن اندماج الحركة مع لواء الحق والجبهة الإسلامية الكردية في تنظيم واحد حمل اسم "حركة أحرار الشام الإسلامية".

شاركت الحركة والنصرة وغيرها من الجماعات الاسلامية في طرد قوات الحكومة من محافظة إدلب عام 2015 وبعدها بدأت الحركة بتلقي الدعم المالي والعسكري من تركيا والسعودية.

خلال عام 2016 بدأت بوادر الانشقاق تظهر على الحركة بسبب الموقف من المشاركة في عملية "درع الفرات" العسكرية التي قادتها تركيا في شمالي سوريا وانتهت بالسيطرة على مدن جرابلس، الباب، الراعي على الحدود وطرد عناصر "تنظيم الدولة" منها.

كما ظهرت خلافات جديدة في صفوف قادتها حول الانضمام إلى هيئة تحرير الشام إلى جانب النصرة فقد وافق على ذلك هاشم الشيخ الذي قاد جناحا في الحركة تحت اسم "جيش الاحرار" وانضم إلى الهيئة وتسلم منصب الزعامة فيها بينما تولى زعيم "جبهة فتح الشام، أبو محمد الجولاني القيادة العسكرية.

في بداية 2017 بدأت فتح الشام بالهجوم على الجماعات العسكرية التي شاركت في مباحثات الاستانة ورغم عدم مشاركة الأحرار فيها لكنها أعلنت أن الهجوم على الجماعات الأخرى التي اتحدت معها هو بمثابة اعلان حرب عليها.

وتمكنت الهيئة من القضاء تقريباً على الأحرار من الناحية العسكرية حيث امتنع بعض مقاتليها حمل السلاح في وجهه خصومهم وتشتت صف الأحرار إلى حد بعيد وتراجعت مساحة سيطرتهم في ادلب لتقتصرت على جيب صغير بالقرب من معبر "باب الهوى" مع تركيا بينما امتنعت "الهيئة" عن قتال باقي عناصر الأحرار الذين رفضوا القتال.

لكن الحركة استعادت بعضاً من قوتها وامكاناتها مؤخرا بدعم تركي واضح بهدف التصدي لهيئة تحرير الشام والقضاء على وجودها في المنطقة كي تدخل المنطقة في منطقة "خفض التوتر" برعاية روسية ايرانية تركيا.