صفقة القرن: هل تتحول الخطة الأمريكية إلى "كابوس"؟

  • قسم المتابعة الإعلامية
  • بي بي سي
كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب ونتنياهو وزوجته سارة

صدر الصورة، Getty Images

لا تزال صفقة القرن التي يسوق لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين تتصدر اهتمامات العديد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية.

ومن المتوقع الإعلان عنها عقب انتهاء شهر رمضان في شهر يونيو/حزيران القادم، كما صرح بذلك مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر.

"هل تتحول صفقة القرن إلى كابوس؟"

يقول فاروق يوسف في العرب اللندنية: "لقد اعتمد مصممو صفقة القرن على الضعف العربي باعتباره حالة دائمة. وهو قرار غير صحيح. فذلك الضعف لم يقع إلا بسبب التراخي في الموقف الأمريكي الذي سمح لإيران بالتمدد في المنطقة".

ويضيف يوسف: "إن ما يصرح به الأمريكان من أفكار لن يكون ملزما لأحد إذا ما استعاد العرب قدرتهم على أن يكونوا الطرف القوي المناسب في الحوار".

وتحت عنوان "هل تتحول صفقة القرن إلى كابوس؟"، يقول حسن نافعة في القدس العربي اللندنية "الصفقة تتعامل مع إسرائيل باعتبارها قوة عظمى في المنطقة، تستطيع تقديم الحماية لكل من يطلبها، وتتعامل مع الدول العربية باعتبارها مشيخات غنية تحتاج إلى من يحميها، ومن ثم عليها أن تدفع ليس فقط ثمن الحماية، وإنما أيضا تكلفة 'تصفية القضية الفلسطينية' التي كانت يوما قضية العرب الأولى".

ويضيف نافعة: "ولأنني لا أعتقد أنه يمكن تمرير الصفقة بمجرد الضغط على حماس عسكريا، لا استبعد أن تتطور الأمور إلى حرب إقليمية، رغم كل المحاذير المتعلقة بموازين القوى في النظام الدولي. لذا أظن أن الصفقة التي يقترحها ترامب لتسوية القضية الفلسطينية ليست إلا كابوسا لا أعرف كيف ستتعامل معه الأنظمة العربية الحالية".

كما يؤكد فؤاد البطاينة في رأي اليوم اللندنية أن "الصفقة مصطلح إعلامي أمريكي لسيرورة تصفية القضية في مراحلها الأخيرة وأن ما تبقى للعرب في مواجهتها هو الأهم والحاسم. إنه فلسطين الشعب والوطن، إنه المقاومة. فالساحة الشعبية الفلسطينية ستبقى الخنجر في ظهر هذه الصفقة".

"تدويل حل الصراع"

وتحت عنوان "صفقة القرن معيبة لأمريكا نفسها"، تقول جريدة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها "إن هذه الصفقة هزيلة لدرجة تبدو معها الولايات المتحدة مجرد أداة في يد اللوبي الصهيوني وحكومة الاحتلال وواضعي هذه الصفقة".

شباب يرفعون العلم الفلسطيني

صدر الصورة، Getty Images

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وتضيف القدس: "صفقة من هذا النوع لا يمكنها أن تجلب الأمن والسلام للمنطقة بل على العكس من ذلك فإنها ستزيد من حالة الغليان والتوتر وكذلك ستزيد حدة الصراع وحالة العداء بين الشعبين خاصة وأن المجتمع الإسرائيلي يسير نحو المزيد من التطرف والعنصرية اليمينية التي لا تعترف بحقوق شعبنا الوطنية".

كما يقول محمد هنيد في الوطن القطرية: "صفقة القرن ليست متعلقة في حقيقتها بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني فحسب، بل هي أساساً جزء من صفقة كبيرة بين النظام الرسمي العربي من جهة والقوى الاستعمارية العظمى من جهة أخرى. صفقة القرن التي تقضي بتسليم القدس للصهاينة والاعتراف بدولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي أكبر من ذلك بكثير".

وتحت عنوان "تدويل حل الصراع"، يقول كمال زكارنة في الدستور الأردنية: "ربما يكون خيار تدويل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المخرج الأفضل في هذه الظروف الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية، في ظل تبني الإدارة الأمريكية الكامل للمواقف والمطالب والمشاريع الإسرائيلية، بعد أن تجاوزت هذه الإدارة مرحلة الانحياز المطلق للاحتلال الصهيوني، بل إنها استدارت بزاوية كاملة وأخذت دور الاحتلال في كل شيء".

ويضيف زكارنة "الإجماع الفلسطيني العربي الإسلامي الدولي على رفض صفقة القرن، يجب أن ينتج عنه مشروع مضاد لصفقة القرن يستطيع إسقاطها، وقد يكون التدويل الأكثر قوة وقبولا".

ويغرد سامر سلامة في الأيام خارج السرب، إذ يقول: "إنني أعتقد أن الصفقة المزعومة لن يتم الإعلان عنها لأنه لا يوجد صفقة من الأصل. وإنما ما سيتم الإعلان عنه، (إن تم الإعلان عن شيء) هو كيفية التعامل مع الأمر الواقع الجديد والمتمثل في كيفية ضمان عيش الفلسطينيين برفاهية تحت الاحتلال".

ويضيف سلامة: "أعتقد أنه سيتم تأجيل إعلان الصفقة مرة أخرى لحين استكمال آخر مراحل الخطة بإعلان ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية لإسرائيل وبهذا يكتمل تنفيذ الخطة على الأرض، عندها يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام واقع جديد، وبعدها تعلن الصفقة المزعومة والمتمثلة في بحث كيفية ضمان عيش الفلسطينيين برفاهية كبيرة وكأنهم في سنغافورة أو السويد على أشلاء الأرض المتروكة في الضفة الغربية وقطاع غزة".