مخيم الهول: الملاذ الأخير لنساء وأطفال عناصر "تنظيم الدولة الإسلامية"

امرأتان فرنسيتان فرّتا من الجيب الأخير الخاضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في مخيم الهول للنازحين في 17 فبراير/شباط 2019.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، امرأتان فرنسيتان فرّتا من الجيب الأخير الخاضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في مخيم الهول للنازحين في 17 فبراير/شباط 2019.

أصبح مخيم الهول الواقع في شمال سوريا، ملاذاً آمناً للفارين والمعتقلين من تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية وخاصة نساؤهم وأطفالهم، بعد أن كان على مدى عقود مضت، ملاذاً للاجئين العراقيين إبان حرب الخليج عام 1991.

ومن بين من لجأ إليه مؤخراً، البريطانية التي أُطلق عليها اسم "عروس تنظيم الدولة الإسلامية" شميمة بيغوم، والأمريكية هدى مثنى اللتان ذاع صيتهما في وسائل الإعلام العربية والعالمية. فماذا تعرف عن هذا المخيم؟

تأسيسه

في أعقاب حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيماً على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية.

وتقع البلدة في شرقي محافظة الحسكة السورية، وتخضع حالياً لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.

أرشيف: وصول مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين عبر التنف على الحدود الأردنية السورية، من بغداد بعد أن أغلقت الأردن حدودها في مايو/أيار 2006، والذين تم نقلهم لاحقا إلى مخيم أبو الهول

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أرشيف: وصول مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين عبر التنف على الحدود الأردنية السورية، من بغداد بعد أن أغلقت الأردن حدودها في مايو/أيار 2006، والذين تم نقلهم لاحقا إلى مخيم أبو الهول

نزح إلى هذا المخيم في التسعينيات ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة.

لكن بعد ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، نشطت حركة النزوح إليه مجدداً وخاصة من الموصل في شمال العراق، ليعج المخيم ثانية باللاجئين العراقيين والنازحين السوريين الذين تضررت مناطقهم من الحرب الدائرة في البلاد.

فبعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، سيطر مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" على بلدة الهول بسبب أهمية موقعها الإستراتيجي، وأصبحت معقلاً مهماً لعناصر التنظيم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، استعادت قوات سوريا الديمقراطية والعشائر المتحالفة معها استعادتها من "تنظيم الدولة الإسلامية".

مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا

معتقلو "تنظيم الدولة"

فرَّ خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 37 آلف شخص، معظمهم من زوجات وأولاد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى المناطق التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن هذا الرقم يشمل ما يقارب 3400 من "الجهاديين" المشتبه فيهم والذين تحتجزهم قوات سورية الديمقراطية.

ومن بين المحتجزين من أُسر عناصر التنظيم، البريطانية شميمة بيغوم والأمريكية هدى مثنى اللتان ترغبان بالعودة إلى بلديهما بضمانات تضمن سلامة أطفالهما.

شميمة بيغوم
التعليق على الصورة، قضية شميمة تعكس صعوبة موقف الدول الغربية

إلا أن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي قال أن بلاده لن تسمح لهدى مثنى بالعودة إلى الولايات المتحدة.

وكانت هدى (24 عاماً) والتي نشأت في ألاباما، قد سافرت إلى سوريا عندما كانت في العشرين من عمرها، والتحقت بتنظيم "الدولة الإسلامية".

أما البريطانية شميمة بيغوم، فسافرت إلى سوريا عام 2015، والتحقت بـ "الدولة الإسلامية" ولُقّبت بعروس التنظيم، وترغب بالعودة إلى المملكة المتحدة مع طفليها.

لكن وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، قال إنه لن يتردد في منع عودة البريطانيين الذين دعموا تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج.

هدى

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، تقول هدى مثنى إنها طلبت جواز سفر أمريكي وحصلت عليه

عودة اللاجئين إلى العراق

غادر مخيم الهول ما يقارب 200 عائلة من اللاجئين، ومعظمهم من النساء والأطفال، وعادوا إلى العراق بالتنسيق مع الحكومة العراقية، منذ سبتمبر/أيلول 2018 عبر معبر "الفاو" على الحدود السورية العراقية وفقاً لمديرة المخيم السابقة سلاف محمد.

وبحسب إدارة المخيم، فقد تم نقل اللاجئين من المرضى بسيارات إسعاف وكوادر طبية بالتنسيق مع حكومة العراق.

وفي الوقت الذي تنشط فيه حركة عودة اللاجئين العراقيين إلى بلادهم، تنشط حركة النزوح الداخلية إلى المخيم ومعظمهم من مناطق شرق الفرات من محافظة دير الزور والبوكمال.

وما زالت رحلات العودة و النزوح مستمرة.