مظاهرات السودان: البشير يدعو إلى تعاون أمني مع مصر ضد "زعزعة الأمن في المنطقة"

البشير والسيسي

صدر الصورة، Reuters

شدد الرئيس السوداني عمر البشير على أهمية التعاون الأمني مع مصر في ظل ما وصفه بوجود "منظمات سالبة تعمل على زعزعة الأمن في المنطقة" بالتزامن مع استمرار مظاهرات الاحتجاج في بلاده.

وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، التي وصلها في زيارة قصيرة الأحد، إن هناك محاولات لزعزعة الاستقرار في بلاده، من خلال محاولة تكرار تجارب الربيع العربي.

وأقر البشير بأن هناك "مشكلة في بلاده ولكنها ليست بالحجم الذي يعكسه الإعلام وهناك محاولة استنساخ الربيع العربي في السودان بنفس المواقف والشعارات".

جاء ذلك في وقت جدد تجمع المهنيين السودانيين، وهو تحالف نقابي قاد الدعوات للاحتجاجات، دعوته السودانيين للتظاهر والاعتصام ظهر الأحد ومواصلة المظاهرات في الأيام المقبلة.

وحض التجمع في بيان الناس على التظاهر قرب مناطق سكناهم، وتنظيم اعتصامات في ساحات المناطق الأحد تليها مظاهرات يومية حتى يوم الأربعاء.

وحدد البيان أكثر من عشرين ميدانا موزعة في مدن وبلدات العاصمة لإقامة الاعتصامات، مشيرا إلى أن مدة الاعتصام هي ثلاث ساعات (1300 - 1600 بتوقيت غرينتش).

وشهدت مناطق في أم درمان والخرطوم مظاهرات احتجاج ليل السبت تلبية لدعوة تجمع المهنيين، وُصفت بأنها أقل حضورا من الأيام الماضية.

"تنسيق كامل"

مظاهرات في الخرطوم مساء السبت

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

مظاهرات في الخرطوم مساء السبت

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وقال الرئيس السوداني في المؤتمر الصحفي ذاته إن "الشعب السوداني واع وسيفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار في السودان".

وأضاف أنه "يقدر لمصر إرسال وفد رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة حرصا منها على استقرار السودان"، مشيرا إلى أنه أطلع السيسي على تطورات الأوضاع في السودان "بعيدا عما يثار في الإعلام".

ومن جانبه أوضح الرئيس المصري أن مباحثاته مع البشير تطرقت إلى المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، مشددا على أهمية مواصلة العمل للتوصل في أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.

وأضاف السيسي أن لقاءاته المتكررة بالبشير تؤكد "التنسيق الكامل بين الدولتين والسعي المستمر والدؤوب لدعم المصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات".

وقال البشير إن سد النهضة يعد قضية حيوية لمصر والسودان وإن ما يدور الآن من بناء وتشغيل في السد يهم البلدين.

وأضاف "علينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع إثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها".

وكانت الرئاسة المصرية قالت في وقت سابق إن الزيارة تأتي "استكمالا لمسيرة التعاون بين مصر والسودان بناءً علي نتائج الدورة الثانية للجنة العليا المصرية السودانية المشتركة التي عقدت في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، فضلا عن التشاور المتبادل بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

ويضم الوفد المرافق للبشير وزير شؤون الرئاسة البشير فضل عبد الله، ووزير الخارجية الدرديري محمد أحمد ، والفريق أول صلاح عبد الله مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.

وتزامنا مع زيارة البشير، أطلق مجموعة من المثقفين المصريين، ممن وصفوا أنفسهم بالمعنيين بحق الشعب السوداني في تحقيق مطالبه المشروعة، نداء لـ"وقف العنف والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وسجناء الرأي، والتحقيق الشامل و الشفاف في الجرائم التي أودت بحياة من سقطوا قتلى في الحراك الشعبي السلمي".

والقاهرة هي الوجهة الثانية للبشير منذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد حكمه، إذ سبق أن زار الدوحة الأسبوع الماضي.

مظاهرات السودان

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

ويشهد السودان موجة مظاهرات واسعة منذ 19 ديسمبر/كانون الأول

انسحاب حزب الأمة

وفي غضون ذلك، أعلن حزب الأمة الفيدرالي الانسحاب من الحكومة احتجاجا على "فشلها واستخدامها العنف" ضد المتظاهرين.

وقال رئيس الحزب، أحمد بابكر نهار، في موتمر صحفي الأحد، إن سبب خروجهم "هو عدم قدرتها (الحكومة) على حل مشكلات البلاد الاقتصادية بالإضافة إلى استخدامها العنف المفرط تجاه المحتجين".

وأكد نهار انسحاب الحزب أيضا من المناصب التنفيدية والتشريعية.

ويشارك الحزب في الحكومة بوزير واحد. وله سبعة نواب في البرلمان وأكثر من مائة وخمسين نائبا في المجالس التشريعية المحلية.

ويشهد السودان موجة مظاهرات واسعة منذ 19 ديسمبر/كانون الأول، بدأت للاحتجاج على ارتفاع الأسعار، ثم تصاعدت مطالبها لتشمل تنحي البشير الموجود في سدة الحكم منذ نحو 30 عاما.

وتقول السلطات السودانية إن عدد القتلى الذين سقطوا خلال هذه الاحتجاجات بلغ نحو 30 شخصا، ولكن المنظمات الحقوقية تقول إن العدد تخطى الأربعين.