الحوثيون ينسحبون من موانئ الحديدة والحكومة اليمنية تقول إنها "مسرحية"

مسلحون حوثيون في ميناء الحديدة

صدر الصورة، Reuters

بدأ الحوثيون الانسحاب من ميناء رئيسي بمحافظة الحديدة، في خطوة مهمة لتنفيذ بنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقد اتفق الحوثيون والقوات الحكومية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي على الانسحاب من ميناء الحديدة للسماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد.

وحصلت بي بي سي على مقاطع فيديو تظهر المسلحين الحوثيين يستقلون شاحنات لتنفيذ الانسحاب الذي من المقرر أن يستمر 4 أيام.

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة تأكيده بدء عملية الانسحاب التي وصفها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بأنها "خطوة أولى".

وقال غريفيث لبي بي سي: "أنا متفائل، لكن الأمر هش، لدينا ما نفعله لنتأكد بأن الحكومة اليمنية راضية".

ووصفت حكومة هادي إعلان الحوثيين بأنه "مسرحية". ونقلت وكالة رويترز عن وزير الإعلام، معمر الارياني، قوله إن هذا الإعلان يهدف إلى "تضليل المجتمع الدولي قبل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" حول اليمن.

كما اتهم محافظ الحديدة الحسن طاهر الحوثيين "بالتحايل" وتسليم الموانئ فيما بينهم.

وقتل ما لا يقل عن 6800 مدني في الحرب المستمرة منذ 4 سنوات في اليمن، وجرح حوالي 10700 شخص ، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وتوفي الآلاف بسبب سوء التغذية والأمراض والأوضاع الصحية السيئة.

مؤيدون للحوثيين في مسيرة بالعاصمة صنعاء.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، مؤيدون للحوثيين في مسيرة بالعاصمة صنعاء.

ما أهمية ميناء الحديدة؟

يشكل ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لثلثي سكان اليمن، وكان لإغلاقه أثر كارثي على الشعب اليمني الذي وصل إلى مشارف المجاعة.

وقد اتفق الطرفان المتحاربان بموجب هدنة برعاية الأمم المتحدة على الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى.

ويشكل عرض الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة الخطوة المهمة الأولى لتنفيذ وقف إطلاق النار.

وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت الطرفين مرارا السماح فتح مخازن الميناء التي تحوي كميات كبيرة من الحبوب تكفي لإطعام 3.5 مليون شخص لمدة شهر.

ولم يتمكن عمال الإغاثة من الوصول للمخازن على مدة خمسة شهور، وحذرت الأمم المتحدة من إمكانية تلف مخزون الحبوب.

ما هي أسباب الحرب في اليمن؟

تعود أسباب النزاع إلى فشل عملية الانتقال السياسي للسلطة بعد أن أجبرت الانتفاضة الرئيس السابق علي عبد الله صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي عام 2011.

واستغل الحوثيون الذين حاربوا ضد صالح في العقد الماضي الأوضاع السياسية للسيطرة على منطقة صعدة والمناطق المحيطة بها.

واستولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في نهاية عام 2014، وأجبروا هادي على الفرار خارج البلاد.

وأدى استيلاء الحوثيين على أجزاء من اليمن إلى تدخل السعودية مع دول عربية أخرى في محاولة لإعادة الحكومة إلى السلطة.

وقد بدأت محادثات بين الأطراف، وفشلت عدة مرات بسبب خلافات على مَن يسيطر على المناطق التي يجري الانسحاب منها.