هل يصل التوتر بين أمريكا وإيران إلى "مواجهة عسكرية" في الخليج؟

  • قسم المتابعة الإعلامية
  • بي بي سي
الحظر الأممي على استيراد تقنية الصواريخ الباليستية سيظل ساريا لثماني سنوات

صدر الصورة، AFP

تناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تزايد التوتر بين طهران وواشنطن وموجات التصعيد من الطرفين.

واعتبر البعض أن "سقف الخطابات الإيرانية بات عالياً".

وتساءل كُتّاب عما إذا كان ثمة نذر "مواجهة" أمريكية مع إيران تلوح في الأفق، بينما رأى آخرون أن إيران ستكون "الخاسر الأكبر" في حال حدوث مواجهة.

وأعلنت طهران تقليص بعضٍ من التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، وأبلغت بذلك كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا.

"إيران الخاسر الأكبر"

يشير مصطفى فحص في الشرق الأوسط اللندنية إلى أن واشنطن "قرعت طبول الحرب جدياً هذه المرة، ووجهت رسالة واضحة لنظام طهران بأن مخططات الاحتكاك غير المباشر عبر الوكلاء فقدت جدواها، وأنها ستتحمل مسؤولية أي فعل عدائي يقْدمون عليه ضد الولايات المتحدة أو ضد حلفائها في المنطقة".

بولتون هدد بالرد بقوة لا هوادة فيها على أي هجوم

صدر الصورة، Reuters

ويقول: "للمرة الأولى منذ انتصار الثورة الإيرانية قررت واشنطن قلب الطاولة بوجه طهران، وغادرت المساحة الرمادية التي استخدمتها لربط النزاع معها والتي نجحت في الحفاظ على علاقة مريبة بين البلدين على مدى 40 سنة، استطاع خلالها الطرفان تجاوز الأزمات وتجنب المواجهة المباشرة، بعدما تمسكا بما يمكن تسميتها ̕شعرة معاوية̔، التي على ما يبدو أن إدارة البيت الأبيض لم تعد متمسكة بها، وحذّرت طهران من أن خياراتها الاستراتيجية تبدلت".

ويرى عبد الوهاب القصاب في العربي الجديد اللندنية أن إيران ستكون "الخاسر الأكبر إذا قرّرت التدخل للتأثير على أمن الملاحة في مضيق هرمز، لأن الرد الأمريكي سيكون ساحقاً على ما يبدو، ولم يبق لها مجال إلا بتبني خيار تراجعٍ مشرّف، يتيح لها العودة إلى المجتمع الدولي، بإعلان قبولها بالشروط الاثني عشر، ومن دون مواربة أو مناورة، فقد أوشكت الصادرات النفطية الإيرانية الوصول إلى الصفر، على ضوء انصياع حتى الدول التي تعتمد على النفط الإيراني، كالصين والهند، للعقوبات الأمريكية".

"نذر مواجهة أمريكية مع إيران؟"

وتحت عنوان "نذر مواجهة أمريكية مع إيران؟"، يستبعد محمد كريشان في القدس العربي اللندنية شروع الولايات المتحدة في حرب ضد إيران.

ويقول: "ربما يكون الكلام الأكثر قرباً من التوازن، بعيداً عن أي تهوين أو تهويل، هو ذلك الذي قاله مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق الجنرال مارك كيميت من أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست بصدد إعلان حرب ضد إيران، والهدف من التعزيزات الأمريكية في الخليج هو الردع، فقد تُقدِم إيران نتيجة لخطأ في الحسابات وتحت ضغط العقوبات، على تصرف غير محسوب وفي هذه الحالة نحن هناك للرد".

الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني

صدر الصورة، AFP/GETTY

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

ويضيف الكاتب: "إذن ليس أمام أبناء هذه المنطقة الساخنة من العالم سوى الانتظار وأيديهم على قلوبهم".

ويحذر إبراهيم الزبيدي في العرب اللندنية من مغبة المواجهة مع واشنطن.

ويقول: "وما إقدام ترامب على جعل عقوباته الخانقة مسلحة بالقوة الباطشة المتأهبة إلا سعيا وراء تفليس النظام الإيراني من هيبته أمام شعبه وأمام شعوب المنطقة، وإلا استفزازاً مُذلاً ومهيناً يهدف إلى استدراج أحد قادة الحرس الثوري أو الميليشيات العراقية أو اللبنانية إلى ارتكاب حماقة من أي نوع وأي حجم لتكون القشة التي ستقصم ظهر هذا البعير الأطرش والأخرس والأعمى الذي لا يريد أن يعرف حده فيقف عنده، وأنه، عاجلاً أو آجلاً، لن يكون إلا من الخاسرين".

ويرى مصطفى ملا هذال في النبأ العراقية: "على الرغم من سقف الخطابات الإيرانية الذي بات عال، إلا أن الضغوطات الأمريكية آتت أكلها، ذلك عبر التضخم الاقتصادي الذي تشهده البلاد، فضلاً عن الغلاء الفاحش الذي طال بعض السلع ولا يزال يدنو من البعض الآخر".

ويضيف: "وفق المعطيات فإن أمريكا لم تُقدم على تجربة عسكرية بعد تلطخ سمعتها في حربها التي شنّتها في أفغانستان والعراق، لذا أصبح من المؤكد أن تلجأ إلى السلاح الاقتصادي الذي هو الخيار المرحلي الوحيد أمام الرئيس الجمهوري المتخبط".