تنظيم الدولة الإسلامية: فرنسا تستعيد عشرات من أسر "داعش" المحتجزين في مخيمات شمال سوريا

مخيم في سوريا

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، قوات سوريا الديمقراطية (الكردية) تحرس مخيما يضم أقارب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرقي سوريا

أعلنت فرنسا الخميس أنها نفذت عملية جديدة لإعادة مواطنين فرنسيين - 40 طفلاً و 15 امرأة - من المخيمات التي يديرها الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إنه تم تسليم الأطفال إلى مؤسسات رعاية الأطفال حيث يتلقون متابعات طبية واجتماعية، بينما سيتم تسليم النساء إلى السلطات القضائية.

وأضاف البيان: "تعرب فرنسا عن شكرها للسلطات المحلية (الكردية) على تعاونها الذي جعل هذه العملية ممكنة".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأنه يجب على فرنسا إعادة النظر، في طلبات الإعادة المقدمة من فرنسيتين اثنتين من النساء اللواتي سافرن إلى سوريا مع شركائهن، للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتضمنت تلك الطلبات أيضاً إعادة الأطفال الذين أنجبتهم النساء هناك.

لكن المحكمة لم تصدر حكماً شاملاً بأن تعيد فرنسا جميع مواطنيها المحتجزين في سوريا منذ سقوط "خلافة" داعش، كما تطالب جماعات حقوقية وحلفاء غربيون من بينهم الولايات المتحدة.

كان المواطنون الفرنسيون من بين أكثر من 40 ألف أجنبي، معظمهم من العراقيين، رهن الاحتجاز في سوريا بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

وبحسب تقديرات سابقة لجماعات حقوقية، فإنه من المحتمل أنه لا يزال بعض النساء والأطفال الفرنسيين في المخيم، بعد عملية الإعادة إلى الوطن التي جرت الخميس، والتي أعقبت عملية مماثلة في يوليو/ تموز الماضي عندما أعادت فرنسا 35 طفلاً و 16 امرأة من المخيمات السورية.

وقبل يوليو/ تموز، أعطت فرنسا الأولوية لأمنها على المخاوف المتعلقة بمصلحة المحتجزين، مشيرة إلى سلسلة من الهجمات التي شنها جهاديو داعش، بما في ذلك هجمات نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015 على باريس التي خلفت 130 قتيلاً.

إمرأة

صدر الصورة، DELIL SOULEIMAN

التعليق على الصورة، إمرأة فرنسية في مخيم لاجئين في سوريا عام 2021 حيث يحتجز أقارب أعضاء تنظيم الدولة

وسافر كثير من الأشخاص من فرنسا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وذلك بعدد أكبر من أي دولة أوروبية أخرى.

وتتعرض السلطات الفرنسية لضغوط لتسريع إعادة النساء والأطفال من معسكرات الاعتقال، بعدما كانت مترددة منذ سنوات في إعادة الأشخاص الذين تعتبرهم إرهابيين إلى الأراضي الفرنسية.

وتواجه الدول الغربية عموماً معضلة بشأن كيفية التعامل مع مواطنيها المحتجزين في سوريا، منذ انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية هناك في عام 2019.

وكان آلاف الأشخاص المتطرفين في أوروبا قد قرروا الانضمام إلى داعش كمقاتلين، وغالباً ما أخذوا زوجاتهم وأطفالهم للعيش في "الخلافة" المعلنة في الأراضي التي احتلها التنظيم في العراق وسوريا.