جوزفين بيكر أول سوداء تنضم إلى مقبرة العظماء في فرنسا

جوزيفين بيكر

صدر الصورة، Getty Images

قررت الحكومة الفرنسية تكريم الراقصة والممثلة الفرنسية المولودة في أمريكا، جوزفين بيكر، بضمها إلى مقبرة العظماء (البانثيون) في باريس، حيث تدفن كبار الشخصيات الفرنسية، لتصبح أول امرأة سوداء تحصل على هذا الاحتفاء .

وتقول الحكومة إن بيكر ستنقل إلى البانثيون في نوفمبر/تشرين الثاني.

والبانثيون هو مقر لدفن الرموز الفرنسية الشهيرة مثل العالمة ماري كوري والكاتب فيكتور هوغو.

وستكون بيكر سادس امرأة تنضم إلى حوالي 80 بطلاً وطنياً.

ولدت بيكر في سانت لويس بولاية ميسوري عام 1906، وارتقت إلى النجومية العالمية في الثلاثينيات بعد انتقالها إلى فرنسا لمتابعة مهنة في مجال الأعمال الاستعراضية.

وكانت بيكر أيضاً مناضلة في المقاومة في بلدها الثاني فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، ولعبت دوراً كبيراً في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.

ويُمثل انضمامها إلى البانثيون اعترافاً بمساهمتها في الفنون المسرحية وشجاعتها في مقاومة ألمانيا النازية خلال الحرب.

بينما سيبقى جثمانها مدفونًا في موناكو، سيتم تكريمها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني بلوحة تذكارية في البانثيون، حسبما قال ابنها، كلود بويون بيكر، لوكالة فرانس برس.

ووافق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تكريم بيكر بعد حملة قادتها عائلتها وتقديم عريضة بتوقيع نحو 38 ألف توقيع.

وكانت عائلة بيكر تطالب بضمها إلى البانثيون منذ عام 2013، لكن ضم شخصية إلى البانثيون يحتاج إلى موافقة رئيس الجمهورية حصراً.

وشكرت وزيرة الصناعة الفرنسية، أنييس بانييه-روناشيه الرئيس الفرنسي الأحد وقالت إن بيكر "سيدة عظيمة تحب فرنسا".

وقالت إحدى الناشطات في الحملة جينيفر غيدون إن القرار رفع مكانة بيكر التي "لا يعرفها البعض إلا كنجمة عالمية".

جوزيفين بيكر لدى تكريمها عام 1961

صدر الصورة، Getty Images

وتمتعت بيكر بنجاح هائل على المسرح في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وأذهلت الجماهير برقصها المثير في باريس.

لكن عملها في المقاومة إبان الحرب العالمية الثانية رسخ مكانتها في فرنسا، حيث أصبحت مواطنة فرنسية بعد زواجها من رجل الصناعة جان ليون في عام 1937.

واستخدمت بيكر صلاتها بالمشاهير لجمع معلومات عن تحركات القوات الألمانية التي كانت تنقلها سراً على الأوراق حيث تطبع موسيقى رقصاتها.

وطوال حياتها، كانت بيكر ناشطة مفوهة في مناهضة للعنصرية.

وفي عام 1963، شاركت في مسيرة واشنطن إلى جانب زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور، عندما ألقى خطابه التاريخي "لدي حلم".

توفيت بيكر عام 1975 وكرمت بجنازة عسكرية.