تشارليز ثيرون نجمة هوليوود تواجه انتقادات بسبب تصريحاتها عن لغتها الأم

  • ناتاشا بوتي - نوبول سيميلان
  • بي بي سي نيوز
تشارليز ثيرون. أرشيف

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، ولدت تشارليز ثيرون في بلدة بينوني الصغيرة في جنوب أفريقيا لعائلة أفريقانية

تواجه نجمة هوليوود، تشارليز ثيرون، سيلا من الانتقادات لأنها وصفت لغتها الأم الأفريقانية بأنها "لغة تحتضر".

واللغة الأفريقانية هي لغة جرمانية غربية تستخدم في جنوب أفريقيا ونامبيا وغيرها، وتعود جذورها إلى المستوطنين البيض في جنوب أفريقيا المنحدرين من هولندا وفرنسا وألمانيا.

وقالت ثيرون عن الأفريقانية مازحة إنها يتحدث بها "حوالي 44 شخصًا"، وليست "مفيدة بدرجة كبيرة".

وأدلت ثيرون بهذه التعليقات على برنامج للبث الصوتي، قائلة إنها نشأت في جنوب إفريقيا وكانت تتحدث اللغة الأفريقانية فقط، قبل أن تتعلم اللغة الإنجليزية في سن 19 عاما، وهذا هو السبب في أنها تتحدثها بلكنة أمريكية.

بعض الملايين في جنوب إفريقيا، ممن يتحدثون اللغة الأفريقانية، لم يكونوا سعداء بهذه التصريحات.

ويقول ستيف هوفمير، الذي يغني باللغة الأفريقانية، إن اللغة تفتخر ببعض من أفضل الكلمات البذيئة ويضيف أن "الجامعة الأخيرة قد انتُزعت للتو منا"، في إشارة إلى جامعة ستيلينبوش التي أضيفت فيها اللغة الإنجليزية مؤخرًا إلى اللغة الأفريقانية باعتبارها لغتي التدريس الرئيسيتين، في أعقاب احتجاجات الطلاب.

ونقل موقع نيوز 24 الجنوب أفريقي عن ناقد آخر قوله إن اللغة الأفريقانية "لا تحتضر ... هناك أغانٍ وقصائد جديدة تُكتب كل يوم، وأفلام تصنع، إلخ".

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

واتهم بعض المعلقين على تويتر تشارليز ثيرون بأنها "تخجل من جذورها"، أو تسعى إلى الحصول على قبول من السود، بينما رحب آخرون بكلماتها لأن "اللغة الأفريقانية لديها ارتباط قوي بالفصل العنصري"، وكانت "تستخدم في وقت ما لقمع الأفارقة".

واللغة الأفريقانية مسيسة للغاية في جنوب أفريقيا، بسبب دورها خلال عقود حكم الأقلية البيضاء، أو ما يسمى حقبة الفصل العنصري.

ويقول البروفيسور بيتيكا نتولي، الفنان والمحلل الثقافي، لبي بي سي: "اللغة الأفريقانية هي لغة أفريقية نشأت هنا في إفريقيا، لكنها أصبحت لغة استقطبت الناس في ظل نظام الفصل العنصري".

وكان فرض تلك اللغة في المدارس هو السبب الرئيسي وراء انتفاضة سويتو عام 1976 ضد نظام الفصل العنصري، والتي قُتل فيها ما لا يقل عن 170 شخصًا، معظمهم من أطفال المدارس.

إنها اللغة الأم لـ 13 في المئة من سكان جنوب إفريقيا، معظمهم من البيض المنحدرين من المستوطنين الهولنديين والألمان والفرنسيين الذين وصلوا في القرن السابع عشر - بالإضافة إلى الأشخاص المختلطين الأعراق، المعروفين باسم الملونين في البلاد.

وخلال نظام الفصل العنصري، كانت اللغة الإنجليزية والهولندية والأفريقانية هي اللغات الرسمية للدولة وتم قمع لغات السكان الأصليين، ولكن عندما انتهى حكم الأقلية البيضاء في عام 1994، تبنت جنوب إفريقيا 11 لغة رسمية.

وهذه اللغات هي الأفريقانية، الإنجليزية، إيزولو، سيبيدي، سيوتو، ستسوانا، وغيرها.

وتقول أودري براون مراسلة بي بي سي: "أحب هذه اللغة ولكني أكره حقيقة أنها استخدمت لقمعنا، وأنها تمثل القمع وتثير الذكريات والتجارب المؤلمة".

ويرى العديد من مواطني جنوب إفريقيا اليوم أنه لم يتم إحراز تقدم كافٍ نحو المساواة اللغوية الحقيقية، بمن في ذلك الطلاب الذين يناضلون من أجل المزيد من الفصول الجامعية باللغات الأفريقية.

لكن هذا لا يعني أن اللغة الأفريقانية تحتضر، كما يقول البروفيسور بيتيكا نتولي.

ومثل هوفمير، يحب فيها أنها لغة تعبيرية وشاعرية، ويقول ضاحكا إنها أيضا "جيدة جدًا لإهانة الناس - ولهذا السبب فهي جميلة للغاية".

وتابع نتولي "تشارليز ثيرون يجب أن تعود وتبقى هنا لبعض الوقت، فقد يساعدها ذلك!".