ما هو حلف الناتو وما التغيرات التي طرأت عليه بعد غزو روسيا لأوكرانيا؟

جنود من الناتو

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أعضاء الناتو بدأوا يرسلون قوات إضافية إلى دول في أوروبا الشرقية.

وافق حلف شمال الأطلسي (الناتو) على طلب الانضمام الذي تقدمت به السويد وفنلندا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.كما دفعت الحرب الناتو للإعلان عن خطط لزيادة عدد قوات الرد السريع ورفع الإنفاق العسكري.

ما هو حلف الناتو؟

خارطة

الناتو هو تحالف عسكري أسسته 12 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا، في عام 1949.

وهناك اتفاق بين الدول الأعضاء على مساعدة بعضهم بعضا في حالة وقوع أي هجوم مسلح.

وكان هدف الناتو في الأصل هو مواجهة تهديد التوسع السوفييتي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. .

وفي عام 1955، رد الاتحاد السوفيتي على الناتو بإنشاء تحالف عسكري خاص به يتكون من دول أوروبا الشرقية الشيوعية، أطلق عليه حلف وارسو.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، غيّرت عدد من دول حلف وارسو مواقفها، وأصبحت أعضاء في الناتو، الذي يضم الآن 30 عضوا.

خارطة

كيف يمكن للدول الانضمام للحلف؟

قد يستغرق الأمر عاما للتقديم والانضمام إلى عضوية الناتو، ويجب أن توافق جميع الدول الأعضاء على أنه يمكن لدولة جديدة الانضمام.

رحبت معظم دول الحلف بانضمام فنلندا والسويد -اللتين كانتا محايدة لسنوات عديدة- لصفوفه.

وقد عارضت تركيا ذلك في بداية الأمر- قائلة إن البلدين يؤويان أعضاء في حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

وقد وافقت تركيا أخيرا على دعم عضوية السويد وفنلندا بعد أن وقعت الدول الثلاث اتفاقا أمنيا مشتركا يعالج مخاوفها.

يجب أن تتمتع الدول الأعضاء في الناتو بحكم ديمقراطي، وأن تعامل الأقليات بإنصاف وتلتزم بحل النزاعات سلمياً.

يجب أيضا عليها تقديم الدعم العسكري للتحالف.

تفاصيل حول حجم القوات المسلحة الفنلندية والسويدية

تمتلك كل من فنلندا- التي تشترك بحدود يبلغ طولها 1340 كم مع روسيا- والسويد جيوشا عالية القدرة.

ويوافق أعضاء الناتو على إنفاق 2 في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع. وقد حققت فنلندا بالفعل هذا الهدف وتقول السويد إنها ستفعل ذلك "في أقرب وقت ممكن".

ما التغيرات الأخرى التي طرأت على الحلف؟

أعلن الناتو عن خطط لزيادة عدد قوات الرد السريع بشكل كبير من 40 ألف إلى أكثر من 300 ألف جندي.

ووصف الأمين العام للحلف يانس ستولتنبرغ الأمر بأنه "أكبر إصلاح شامل لقوة دفاعنا وردعنا الجماعي منذ الحرب الباردة".

خارطة تبين تمدد حلف الناتو منذ 1997

قوة الرد السريع هي مزيج من القوات البرية والبحرية والجوية المصممة للانتشار السريع في حالة الهجوم. وقد تم بالفعل إرسال بعض هؤلاء إلى دول متاخمة لروسيا وأوكرانيا.

منذ الغزو الروسي، زاد الناتو من عدد وحجم مجموعاته القتالية متعددة الجنسيات المتمركزة في أوروبا الشرقية.

وشهدت قمة قادة الدول الأعضاء في الحلف المنعقدة في مدريد، تغيير الموقف الرسمي للحلف تجاه روسيا، والذي تم تبنيه في عام 2010 ومنح موسكو حينها وصف "شريك استراتيجي"، إذ تم اعتبار روسيا "تهديدا مباشرا" لأمن الحلف.

لماذا لا يعتزم الناتو إرسال قوات إلى أوكرانيا؟

أوكرانيا ليست من دول الناتو، ولذلك لا يضطر الحلف للدفاع عنها.

غير أنها دولة "شريكة"، وهذا يعني أن هناك تفاهما بينها وبين الحلف مفاده أنها ستنضم إليه في وقت ما في المستقبل.

ويخشى قادة الحلف من أن إرسال قوات إلى أوكرانيا قد يقود إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

وهذا هو أيضا سبب رفض الحلف للمطالب الأوكرانية بفرض منطقة حظر طيران فوق أراضيها.

لكن عددا من دول الناتو، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا تمد أوكرانيا بالأسلحة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا.

طائرات مقاتلة

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، الناتو كثف وجوده العسكري في أوروبا الشرقية.

لماذا تعارض روسيا الناتو؟

قدم الناتو لأوكرانيا طريقا نحو العضوية في عام 2008. وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 ، جعلت أوكرانيا الانضمام للحلف أولوية لها.

لكن هذا لم يحدث، ويرجع ذلك أساسا إلى معارضة روسيا الشديدة للأمر.

وافق الرئيس الأوكراني زيلينسكي على أن بلاده لا تستطيع الانضمام إلى الناتو في الوقت الحالي ، قائلاً: "من الواضح أن أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو. نحن نتفهم ذلك".

وكان أحد مطالب روسيا قبل الغزو هو أنه لا ينبغي أبدا السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو - وهو أمر رفض الحلف الموافقة عليه.

تعتقد روسيا أن الناتو كان يتعدى على منطقة نفوذها السياسي من خلال استقطاب أعضاء جدد من أوروبا الشرقية - وتعتقد أن قبول أوكرانيا سيجلب الناتو إلى فنائها الخلفي.

أما الناتو فيقول إنه حلف دفاعي بحت، وأدان أمينه العام، ينس ستولتنبرغ، الغزو الروسي لأوكرانيا، ووصفه بأنه "إجراء حربي وحشي".

خارطة

ما مدى وجود الناتو في أوروبا الشرقية؟

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

تمتد قوات الناتو بالفعل من جمهوريات البلطيق في الشمال إلى رومانيا في الجنوب.

وتمركزت قواته هناك في عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، حتى تكون بمثابة "حاجز" في حالة وقوع أي هجوم روسي.

وزاد الغزو الروسي لأوكرانيا مخاوف أعضاء الحلف في أوروبا الشرقية.

وينشر الناتو الآن عناصر من قوة رد يبلغ قوامها 40 ألف جندي في دول أوروبا الشرقية المتاخمة لروسيا وأوكرانيا، ويخطط لرفع عدد القوات هناك إلى 300 ألف.

ولديه 100 طائرة مقاتلة في حالة تأهب قصوى، و120 سفينة، من بينها ثلاث مجموعات من حاملات الطائرات، تقوم بدوريات في البحار من أقصى الشمال إلى شرق البحر المتوسط.

وقال ستولتنبرغ: "سندافع عن كل حليف وكل شبر من أراضي الناتو".

وإزاء ذلك وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات النووية في "حالة تأهب خاصة" بعد "التصريحات العدوانية" - بحسب وصفه - للغرب.

ولا يعني هذا الإعلان أن روسيا تعتزم استخدام تلك الأسلحة.

ولكن الولايات المتحدة سرعان ما أدانت قراره، ووصفته بأنه "تصعيد غير مقبول".

وقررت الالتزام بإرسال المزيد من القوات إلى أوروبا، لكن الرئيس جو بايدن قال إن تلك القوات لن تقاتل في أوكرانيا نفسها.

وقبل قرار رفع عدد القوات كان الناتو يمتلك أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات، في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، هذا فضلا عن لوائه المتعدد الجنسيات الموجود في رومانيا.

وخلال قمة مدريد أعلن بايدن عن نية بلاده تعزيز وجودها العسكري في القارة الأوروبية.

ويتضمن ذلك إنشاء مركز قيادة عسكري دائم في بولندا، علاوة على إرسال بوارج بحرية عسكرية إلى إسبانيا ومقاتلات إلى بريطانيا وقوات برية إلى رومانيا.

خارطة

كيف كثف الناتو دفاعاته قبل الصراع؟

أرسلت الولايات المتحدة، في الأشهر التي سبقت الصراع، ما يقرب من 3000 جندي إضافي إلى بولندا ورومانيا لتعزيز الحدود الشرقية للناتو، ووضعت 8500 جندي آخر على أهبة الاستعداد للقتال.

وأرسلت بريطانيا 350 جنديا إضافيا إلى بولندا، وضاعفت قوتها في إستونيا بـ900 جندي إضافي.

وأرسلت المزيد من طائرات سلاح الجو الملكي إلى جنوب أوروبا، وأرسلت سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الملكية للقيام بدوريات في شرق البحر المتوسط، ​إلى جانب سفن حربية أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي.

وأمرت بأن يكون هناك ألف جندي في حالة استعداد لتقديم الدعم في حالة حدوث أزمة إنسانية ناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما أرسلت الدنمارك وإسبانيا وفرنسا وهولندا طائرات مقاتلة وسفنا حربية إلى شرق أوروبا وشرق البحر المتوسط.