لم يعثر على أي أسلحة محظورة في العراق حتى الان
|
اعترف وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بأن الأدلة التي قدمها إلى الأمم المتحدة لتبرير الحرب على العراق ربما تكون خاطئة.
وكان باول قد قال لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شهر فبراير/ شباط من العام الماضي إن العراق طور معملين متنقلين لتصنيع اسلحة بيولوجية.
لكنه اقر يوم الجمعة بأنه "يبدو أن هذه المعلومات لا تستند على أساس قوي".
وتقول جانيت جليل مراسلة بي بي سي في واشنطن ان هذه هي المرة الاولى التي يعترف فيها باول بان احد الادلة الرئيسية التي اعتمد عليها لتبرير الحرب في العراق ربما تكون غير صحيحة.
وعلى الرغم من ان مزاعم باول لم تفلح في إقناع مجلس الأمن بدعم الحرب على العراق، الا انها ساعدت في إقناع الرأي العام الأمريكي بتأييد قرار بوش بشن الحرب.
وقال باول إنه يأمل في أن تبحث اللجنة المعينة للتحقيق في صحة المعلومات الاستخباراتية التي سبقت الحرب، ما إذا كان لدى أجهزة الاستخبارات تبرير لدعم هذه المزاعم.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي بان ضباط مخابرات أمريكيين "أكدوا له" أن المعلومات الخاصة بالمختبرات المتنقلة يمكن الاعتماد عليها، وانها وردت من مصادر عديدة.
وأردف: "إذا اتضح الآن عدم مصداقية هذه المصادر فينبغي أن نعرف كيف وضعنا أنفسنا في هذا الموقف،" مشيرا إلى أنه يبحث هذا الأمر مع المخابرات المركزية الأمريكية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
شكوك حول مزاعم باول
وكانت شكوك كثيرة قد أحاطت بزعم تطوير العراق لمختبرات متحركة، حيث أقر كبير مفتشي الأسلحة السابقين في العراق ديفيد كاي، والذي زعم في السابق قدرة العراق على صنع أسلحة بيولوجية، بأنه ربما كان على خطأ.
وقد استقال كاي من منصبه بعد ذلك قائلا إنه لا يعرف ما إذا كان العراق امتلك قط برنامجا متنقلا للأسلحة.
ولم يعثر حتى الآن على أي دليل يشير إلى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل منذ انتهاء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة.
ويأتي اعتراف باول في الوقت الذي تبحث فيه لجنة للتحقيق في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول دور المخابرات الأمريكية في تلافي وقوع الهجوم.
وكان باول قد أدلى بشهادته الشهر الماضي أمام لجنة التحقيق وأنكر تجاهل إدارة الرئيس بوش لتهديدات من القاعدة وأسامة بن لادن.
وجاء استجواب باول عقب مزاعم المسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب بالبيت الأبيض ريتشادر كلارك بأن الإدارة الأمريكية كانت منشغلة بشن حرب على العراق، ومن ثم تجاهلت تهديدات القاعدة.