بريكست: بريطانيا تبدأ عهدا جديدا خارج الاتحاد الأوروبي مع بداية العام الجديد

علم بريطانيا خارج أسوار الاتحاد الأوروبي

صدر الصورة، Reuters

بدأت المملكة المتحدة عهدا جديدا بإتمام انفصالها رسميا عن الاتحاد الأوروبي.

وتوقفت بريطانيا عن تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي الخميس في تمام الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت غرينيتش، وبدأت في المقابل تطبيق إجراءات جديدة على أصعدة السفر، والتجارة، والهجرة، والتعاون الأمني.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بلاده أصبحت تمتلك "حريتها في يديها، ويجب أن تستفيد منها إلى أقصى حد".

وجاءت تصريحات جونسون الخميس، قبيل ساعات قليلة من خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) منتصف ليل آخر يوم في العام الماضي 2020.

ومع العام الجديد 2021 ستدخل التغييرات التاريخية لقواعد السفر والتجارة والهجرة والأمن حيز التنفيذ، لتبدأ بريطانيا حقبة جديدة من العلاقات مع القارة الأوروبية.

ودخلت الشاحنات الأولى الوافدة إلى حدود المملكة المتحدة دون إبطاء.

وحذر وزراء بريطانيون من بعض الأعطال في الأيام والأسابيع المقبلة، ريثما يستقر تعامُل شركات التجارة البريطانية مع التكتل الأوروبي بموجب التغييرات الجديدة.

لكن مسؤولين يصرون على أن الأنظمة الجديدة على الحدود "جاهزة للعمل".

وأكد مسؤولون بريطانيون على أن الأنظمة الحدودية الجديدة "جاهزة للتطبيق" وسط مخاوف من تأخيرات محتملة في تطبيقها على الموانئ.

وفي رسالته بمناسبة العام الجديد، قال جونسون إن بريطانيا يمكنها الآن أن تقوم "بالمهام بشكل مختلف وإذا لزم الأمر بشكل أفضل".

وأقرّ النواب البريطانيون يوم الأربعاء، الاتفاق التجاري الذي توصلت إليه بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي عشية عيد الميلاد، ويتجنب فرض ضرائب استيراد (تعريفات جمركية) بعد خروج لندن من السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي، وتدخل الإجراءات حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 2021.

ومع هذا لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن القواعد الجمركية الجديدة وحذرت الحكومة من وجود "بعض الاضطراب" في الأيام والأسابيع المقبلة.

وللحد ّمن مخاطر التأخير، تقوم بريطانيا بإجراء عمليات فحص وتفتيش البضائع التي تدخل البلاد من قارة أوروبا بشكل تدريجي، على مدى ستة أشهر حتى يوليو/تموز 2021.

لكن بعض الإجراءات الجمركية الجديدة دخلت بالفعل حيز التنفيذ على الجانب البريطاني بداية من الساعة 11 مساء الخميس آخر يوم في العام الماضي، وستطبق على منتجات مثل الكحول، والتبغ، والمواد الكيميائية، والعقاقير الخاضعة للرقابة.

وبدأت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقديم بيانات جمركية كاملة وضوابط أخرى على صادرات بريطانيا إليها بداية من الساعة 11 مساء الخميس أيضا.

شاحنات في بريطانيا

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

شاحنات بضائع أوروبية تصل إلى ميناء دوفر البريطاني قبل ساعات من خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الداخلية وعودة التعريفات

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وكان هناك بعض الأمور الأخرى التي تغيرت بموجب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بداية من الساعة 11 مساء الخميس بتوقيت غرينتش، ومنها:

- انتهاء حرية تنقّل الأشخاص بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، واستبدلتها بريطانيا بنظام هجرة "قائم على النقاط".

- أي شخص من بريطانيا يريد البقاء في معظم دول الاتحاد الأوروبي لأكثر من 90 يوما في فترة مدتها 180 يوما سيحتاج للحصول على تأشيرة من الدولة التي سيذهب إليها.

- سيعود التسوق المعفي من الرسوم الجمركية، حيث يستطيع الأشخاص العائدون إلى بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إحضار ما يصل إلى 42 لترا من البيرة و 18 لترا من النبيذ وأربعة لترات من المشروبات الروحية الأخرى و200 سيجارة دون دفع ضرائب على هذه المنتجات.

- سيواجه مواطنو الاتحاد الأوروبي الراغبون في الانتقال إلى المملكة المتحدة (باستثناء مواطني جمهورية أيرلندا) نفس النظام القائم على النقاط مثل الأشخاص في أي مكان آخر في العالم.

- ستفقد الشرطة البريطانية إمكانية الوصول الفوري إلى قواعد بيانات الأشخاص في الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالسجلات الجنائية وبصمات الأصابع والأشخاص المطلوبين جنائيا.

- سيتعين على التجار في إنجلترا واسكتلندا وويلز إنهاء المزيد من الإجراءات الورقية عند التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي.

على عكس بقية مناطق بريطانيا، ستستمر أيرلندا الشمالية في اتباع العديد من قواعد الاتحاد الأوروبي، حيث تظل حدودها مع جمهورية أيرلندا غير مرئية تقريبا.

وستتمكن بريطانيا تدريجيا من الاحتفاظ بالمزيد من الأسماك التي يتم اصطيادها في مياهها الخاصة، بينما ستتوقف محكمة العدل الأوروبية عن أي دور في الفصل في النزاعات بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

وأوضح جونسون أنه يريد أن تكون بلاده دولة "منفتحة وسخية ومتطلعة إلى الخارج"، وأن تكون رائدة عالميا في التقنيات الجديدة، وتحارب تغير المناخ وتعزز التجارة الحرة.

وقاد جونسون حملة الخروج في استفتاء البريكست عام 2016 وأخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالفعل في يناير/كانون الثاني بعد ستة أشهر من توليه رئاسة الوزراء.

العاصمة لندن

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

البرلمان البريطاني أقر الأربعاء الاتفاق التجاري بين حكومة جونسون والاتحاد الأوروبي

خطة العد التنازلي

جرت استعدادات مكثفة في بريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين لإعداد البلاد للتغييرات القادمة.

وتضمنت خطة العد التنازلي البريطانية اختبارات تشغيلية للبنية التحتية على الحدود وتعاون وثيق مع فرنسا، وهولندا، وبلجيكا.

وقال متحدث حكومي: "أنظمة الحدود والبنية التحتية التي نحتاجها موجودة، ونحن مستعدون لبداية جديدة في بريطانيا".

لكن هناك مخاوف مستمرة من أن العديد من الشركات الصغيرة ليست مستعدة للتغييرات وأنه مع وجود شاحنات نقل بضائع لا تحمل أوراق العمل والمرور الصحيحة قبل التغيرات الأخيرة وسوف يتم إرجاعها من دوفر والموانئ الأخرى، فإن التأخير لا مفرّ منه.

ومن المتوقع أن تكون حركة المرور أقلّ من المعتاد في مثل هذا التوقيت من العام الأول من يناير/كانون الثاني، بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، ولكن من المتوقع أن تنتعش الحركة اعتبارا من يوم الاثنين، حيث من المتوقع أن يتم اختبار الإجراءات الجديدة وإجراءات الطوارئ في بريطانيا.

وقالت الحكومة إنه تم إصدار 450 تصريحَ "دخولِ منطقة كِنت" للشاحنات التي تعتزم عبور القناة الإنجليزية في دوفر يوم الجمعة الأول من يناير/كانون الثاني، وسيتم تحديد السائقين الذين يصلون بدون التصاريح وتغريمهم 300 جنيه إسترليني.

وقالت إحدى شركات النقل اللوجستي لبي بي سي، إنها لن ترسل أي شاحنات حتى 10 يناير/كانون الثاني، بسبب مخاوف الازدحام والتكدس على الرغم من أن مشغل نفق القنال الإنجليزي قال إنه يتوقع أن تعمل الأنظمة الجديدة بسلاسة.

وخرجت بريطانيا بالفعل من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني 2020، لكن استمرتفي اتباع القواعد التجارية لبروكسل حتى الآن، حتى تم إتمام الاتفاق.

وتوصلت بريطانيا وإسبانيا إلى اتفاق بشأن إطار سياسي لجبل طارق، من شأنه أن يمهد الطريق لمعاهدة منفصلة بين لندن والاتحاد الأوروبي بشأن الأراضي البريطانية خارج حدود بريطانيا، والتي لم تكن مشمولة بالاتفاق التجاري.

وتعني اتفاقية الخميس أن الحدود بين جبل طارق وإسبانيا ستبقى مفتوحة.