ما الذي سيكسبه وما الذي سيخسره السودان من التطبيع مع إسرائيل؟

السودان وإسرائيل إعلان للتطبيع بعد نفي سوداني متكرر

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، السودان وإسرائيل إعلان للتطبيع بعد نفي سوداني متكرر

ما إن بات التطبيع بين إسرائيل والسودان، بمثابة الحقيقة الواقعة، بعد أسابيع من النفي الرسمي السوداني ، إلا وبدأت المعركة بين الأطراف السياسية السودانية في الداخل، حول مكاسب الخطوة وخسائرها، وحول ما إذا كان الخطاب الذي صدره مسؤولو الحكومة الانتقالية، بطرفيها العسكري والمدني للشارع السوداني، حول فوائد التطبيع كان يمثل الحقيقة الكاملة، أم أنه كان خطابا محشوا بالمغالطات.

فريقان متواجهان

وعلى المستوى السياسي كما على المستوى الشعبي، انقسم السودان إلى فريقين، أما أولهما فيعارض التطبيع بشدة، ويرى أنه لن يكون حلا لمشكلات السودان، وأن الحكومة الانتقالية التي تحكم السودان حاليا، لا تملك الصلاحيات للدخول في اتفاقات مهمة من هذا القبيل.

ويعتبر هذا الفريق أن من دفع باتجاه التطبيع مع إسرائيل، هم أطراف يحكمون السودان حاليا، وأن من المستفيد الأول منه فقط هم الجنرالات، الذين يحتاجون إلى غطاء خارجي، ويعتبر هذا الفريق أن هذا المعسكر الذي دفع باتجاه التطبيع، صدر للسودانيين خطابا مغلوطا ومبالغا فيه، عن تردي الوضع الاقتصادي في السودان، وعن أن الحل لن يكون إلا عبر التطبيع مع إسرائيل.

على الجانب الآخر يقف فريق آخر، يرى أن التطبيع مع إسرائيل سيحقق مصلحة السودان، خاصة فيما يتعلق بالنهوض بالاقتصاد، ويعتبر هذا الفريق أن التطبيع مع إسرائيل، هو بوابة ستفتح أمام السودان، طريق التعاون مع المجتمع الدولي، وعلى مستوى الشريك العسكري في الحكومة الانتقالية السودانية، يرى معظم الجنرالات، أنه لا نهاية لأزمات السودان إلا بالعودة للمجتمع الدولي، وأنه وأمام الضغط الأمريكي، فإن العودة للمجتمع الدولي لن تتم إلا عبر التطبيع مع إسرائيل.

مخاوف تتهدد الائتلاف

ووسط مخاوف أعرب عنها البعض، من أن يهدد قرار الحكومة الانتقالية السودانية، بالتطبيع مع إسرائيل، الاتفاق السياسي الذي أدى إلى تشارك السلطة بين الجيش والقوى المدنية في البلاد، أعلنت عدة أحزاب وقوى سياسية، بعضها شريك في الإئتلاف السوداني الحاكم، وبعضها خارج الائتلاف رفضها الكامل لقرار التطبيع مع إسرائيل.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وتشير التقارير إلى أن ردود الفعل القوية، التي صدرت عن عدة أحزاب بعضها داخل الإئتلاف وبعضها خارجه، ترسم صورة مضطربة عن شكل العلاقة المتوقعة مع إسرائيل، في ظل الانقسام الشعبي أيضا تجاه القرار، وقد أعلن"تحالف الإجماع الوطني"، وهو أحد شركاء الائتلاف الحاكم ويضم "الحزب الشيوعي"، و"البعث العربي الاشتراكي"، و"الناصري"، رفضه القاطع للتطبيع، عبر بيان أصدره الجمعة 23 تشرين الأول/أكتوبر.

من جانبه رفض حزب الأمة القومي السوداني قرار التطبيع، وقال المكتب السياسي للحزب إن "قرار التطبيع مع إسرائيل يمثل علامة فارقة في توضيح التصرفات المرتكبة خارج اختصاص الحكومة الانتقالية".، كما وصف الحزب قرار التطبيع مع إسرائيل بأنه غير مدروس ولم يتم التشاور بشأنه، وهو يخرق الوثيقة الدستورية، متعهدا باتخاذ خطوات إجرائية وعملية، دون أن يحدد طبيعتها.

ويعتبر مراقبون أن ماصدر حتى الآن، من ردود فعل داخلية، تجاه القرار السوداني بالتطبيع مع إسرائيل، ورغم ما يقوله مؤيدوه، من أنه سيحقق العديد من الفوائد الاقتصادية للسودان، عبر مروره من البوابة الإسرائيلية، باتجاه الانفتاح على العالم، ينذر بأن يؤدي إلى حالة من عدم استقرار الحكم في البلاد، في ظل الإضرار بوحدة الائتلاف الحاكم، الذي تشير التقارير إلى أن بعضا من مكوناته يرفض قرار التطبيع، هذا بجانب الرفض من قبل قوى خارج الإئتلاف الحاكم، وأهمها حزب المؤتمر الشعبي.

فوائد لإسرائيل

على الجانب الإسرائيلي يعدد الإسرائيليون الفوائد، التي سيجنونها من التطبيع مع السودان، ومن اتساع رقعة التطبيع مع الدول العربية بشكل عام، وقد لخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كل ذلك، في تصريحات تلت الاعلان عن التطبيع مع السودان بقوله، إن اتفاقات السلام مع دولة الإمارات والبحرين والسودان حتى الآن، جيدة "للأمن والقلب والجيب" حسب تعبيره، مضيفا أن مزيدا من الدول العربية ستلتحق بركب التطبيع.

وفي معرض حديثه عن فوائد التطبيع مع السودان تحديدا، قال نتانياهو إن التقارب مع الخرطوم، سيفتح منافع للإسرائيليين، الذين يعبرون المحيط الأطلسي، واضاف "نحن الآن نطير غربا، فوق السودان، وفقا لاتفاقات عقدناها حتى قبل أن نعلن التطبيع، وفوق تشاد، التي أقمنا معها أيضا علاقات، إلى البرازيل وأمريكا الجنوبية".

وبجانب ما تحدث عنه نتانياهو، تبدو الفوائد الأمنية والاستراتيجية التي ستحصل عليها اسرائيل متعددة جدا، فعبر اقامتها علاقات أمنية ودبلوماسية مع السودان، ستطلع الحكومة الإسرائيلية على نشاطات تعتبرها إرهابيية أو معادية لها، في مناطق متاخمة للسودان، مثل تشاد ومالي والنيجر، كما أن إسرائيل تنظر للفائدة الأكبر من الناحية الاستراتيجية، وهي ابعاد السودان تماما عن الحلف الإيراني.

أما بالنسبة للسودان فإن كثيرا من المراقبين، يرون أن الفائدة ستنحصر في فتح الأبواب له للتعاون اقتصاديا مع مؤسسات العالم المالية، بعد رفع اسمه من القائمة الأمريكية للإرهاب، هذا بجانب إمكانية استعانة الخرطوم ،بالتقنية الاسرائيلية المتطورة، في مجال الزراعة بما يسهم في زيادة الانتاجية الزراعية ،وتنوع المحاصيل بالنظر إلى ان السودان،يملك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

برأيكم ما الذي سيكسبه وما الذي سيخسره السودان من تطبيعه للعلاقات مع إسرائيل؟

هل يحظى مثل هذا الاتفاق بالاستقرار في ظل توقيعه من قبل حكومة انتقالية؟

وكيف ترون تأثير المعارضة السياسية له من عدة أحزاب على مستقبل الائتلاف الحاكم؟

لماذا يلوم كثيرون الحكومة السودانية دون تقدير للضغوط التي تعرضت لها من قبل واشنطن؟

ما الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل للسودان بعد التطبيع؟

وما هي الفوائد التي ستعود على إسرائيل من الناحية الأخرى؟

هل ترون أن هناك توازنا في الفوائد التي سيجنيها البلدان من التطبيع؟