محمد رمضان: صور الممثل المصري مع إسرائيليين تثير تساؤلات حول جدوى "المقاطعة الثقافية"

صورة محمد رمضان مع فنان إسرائيلي

صدر الصورة، Twitter

ناقشت صحف عربية اليوم الجدل المستمر حول الفنان المصري محمد رمضان بعد انتشار صور له، تظهره وهو يحتضن المطرب الإسرائيلي المعروف عومير آدم في دبي، والتي لا تزال تثير تساؤلات حول جدوى "المقاطعة الثقافية".

وواجه الفنان انتقادات لاذعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واتهامات بـ "الخيانة والتطبيع".

وقرر الاتحاد العام للنقابات الفنية في مصر وقف رمضان مؤقتا عن العمل لحين التحقيق معه بشأن الصور التي جمعته بمشاهير إسرائيليين في إحدى الفعاليات في دبي.

وأعلن رمضان احترامه لقرار وقفه عن العمل، وأضاف أنه تم إلغاء مسلسل كان يشارك فيه لشهر رمضان القادم.

"سلاح المقاطعة الثقافية"

يقول سامح المحاريق في صحيفة القدس العربي اللندنية إن "ما يهمنا، هو الموقف الذي اتخذه الشعب المصري، موقف عشرات الملايين من المصريين، الذين أظهروا أن مشروع التطبيع لا يمكن تمريره بمثل هذه العشوائية والبساطة، وأن القصة هي صراع ثقافي متجذر وعميق، لا يمكن التعامل معه بأسلوب الاستعراض والإسراف في تسليط الأضواء والمؤثرات الصوتية والمظاهر الاحتفالية".

ويضيف المحاريق: "عشرات الملايين من المصريين الذين كانوا يقفون بالطوابير أمام دور العرض لمشاهدة نجم الشاشة الجديد ومغامراته، التي يحاول من خلالها أن يظهر مثل أي شاب مصري عادي، انقلبوا في لحظة لأن التجاوز كان خطيرًا، ولا يمكن التسامح معه".

ويتابع الكاتب: "حدثت حالات كثيرة من التطبيع المنفرد لشخصيات مصرية، وبعد أن احتلت هذه الشخصيات المنصات الإعلامية لبرهة قصيرة من الزمن، بوصفها من الخوارج على الإجماع الشعبي في مصر، ذهبت غير مأسوف عليها إلى غياهب النسيان".

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

ويقول محمود دوير في صحيفة الأهالي المصرية إنه "رغم مرور 43 عاما على زيارة الرئيس أنور السادات -المفاجئة- لإسرائيل في نوفمبر 1977 وما تلاها من خطوات نحو إبرام معاهدة كامب ديفيد والتي أنهتْ حالة الحرب بين مصر وإسرائيل بشكل رسمي... رغم تلك الخطوة، فقد ظل ملف التطبيع الثقافي بين البلدين عصيا على الدولة العبرية التي سعت بكل قوة لتحقيق مكاسب على تلك الجبهة التي بدت منذ اللحظة الأولى متماسكة حصينة ضد الاختراق سوى في بعض الحالات الفردية التي تظهر بين الحين والآخر".

ويتابع دوير: "أدركت النخبة الثقافية المصرية مبكرًا خطورة وأهمية سلاح المقاطعة الثقافية بعد أن خذلتها السياسة ووقعت كامب ديفيد. نجح المثقفون والفنانون المصريون خلال ما يقرب من نصف قرن من التصدي لكل المحاولات الفردية في اختراق جدار المقاطعة المنيع".

ويمضي دوير قائلا: "لم يبق لنا سوى سلاح المقاطعة الثقافي بعد أن فقدنا كل أسلحة المقاومة تجاه العدو الصهيوني، وهذا السلاح ليس بالهين فهو يساوى وجدان الشعوب العربية وهويتها وقبلتها الثقافية ومستقبل إنجازات أجيالها القادمة".

"حالة من اليأس والعجز"

محمد رمضان ولاعب إسرائيلي على موقع إسرائيل تتكلم بالعربية

صدر الصورة، AFP

في صحيفة الوفد المصرية يقول محمد الطويل إن " نفرًا من الكارهين للفنان محمد رمضان انتهز الفرصة حين التقطت له بعض الصور مع فنانين إسرائيليين، في محاولة للزج باسمه والايحاء بأن التقاط تلك الصور كان بقصد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، متجاهلين حقيقة أن الفنان المصري بعيد كل البعد عن العمل السياسي".

ويضيف الطويل: " أنا أعي جيدا أن أغلب الشعوب العربية ترفض مبدأ التطبيع، ولكنني وبعد أن جاوزت الثمانين من عمرى أذكّر نفسى وإياكم، أن مصر -قبل ثورة يوليو 1952- كانت تعيش في أمن وأمان لا فرق فيها بين مسيحي أو يهودي أو مسلم".

ويتابع الكاتب: "لقد كنت في صباي أتعلم في مدرسة عربية حكومية وكان إلى جواري يجلس اليهودي والمسيحي، وكنا نمارس معاً الأنشطة الرياضية والترفيهية في حب وإخاء، ولم يكن هذا الأمر قاصرا على مصر وحدها، بل كانت أيضا الدول العربية حولنا يعيش فيها اليهودي والمسيحي إلى جوار المسلم في سلام وأمان".

ويقول زياد بهاء الدين في صحيفة المصري اليوم إن "إسرائيل دولة غاصبة لأرض وحقوق الشعب الفلسطيني، وإنها تقدم للعالم وجهًا حضاريًا معاصرًا، بينما تعامل الواقعين تحت احتلالها بوجه آخر عنصري ومنتمٍ لزمن الاستعمار، وإن مصلحتها كانت ولا تزال متعارضة مع استقرار وتقدم الوطن العربي".

ويستدرك بهاء الدين قائلا: "مع هذا، فإنني لا أجد الخطاب السائد والمناهض لإسرائيل وللتطبيع معها خطابًا مفيدًا لواقعنا الراهن ولا مقنعًا للأجيال الشابة، بل أراه معبرًا عن حالة من اليأس والعجز التي تساهم في تثبيت الأمر الواقع وفى ترسيخ السيطرة الإسرائيلية على مقدرات المنطقة".

ويضيف بهاء الدين: "إنه ليس خطابًا مقنعًا لأجيال جديدة من الشباب قد تكون ورثت عن أهلها الجفاء المتأصل لدى المصريين حيال إسرائيل، ولكنها لا تجد في خطاب مناهضة التطبيع أي مصداقية خاصة، وأن معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل قد استقرت منذ أربعين عاما، وأن بلدانًا عربية أخرى تعاونت مع إسرائيل منذ سنوات عديدة، ولا يمثل إبرام اتفاقيات للسلام والتطبيع معها سوى الخطوة الرسمية التي ينتظرها الجميع، بل يستغربون تأخرها".