الأزمة بين الجزائر والمغرب: ما أبرز المحطات في علاقات البلدين؟

  • وليد بدران
  • بي بي سي
قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين المغاربيتين

صدر الصورة، Getty Images

اتهمت الرئاسة الجزائرية المغرب بقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف "بسلاح متطور"، قالت إنه وقع في المنطقة الحدودية بين موريتانيا و الصحراء الغربية المتنازع عليها وتوعدت أن الأمر "لن يمر دون عقاب".

وجاء البيان الجزائري بعد أيام قليلة من إصدار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرارا بعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مروراً بالمغرب، ما يعني أن إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا ستقتصر على أنبوب الغاز البحري ميدغاز الذي وضع في الخدمة عام 2011.

وقد انتهى عقد العمل المبرم بين الجزائر والمغرب، لنقل الغاز الجزائري، عبر الأراضي المغربية، إلى إسبانيا، في منتصف ليل 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وكان وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، قد أعلن قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، في أغسطس/ آب الماضي متهما الرباط بالقيام بـ"أعمال عدائية".

وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.

وقد اتهمت الجزائر جماعات "إرهابية" بالوقوف خلف حرائق الغابات الضخمة التي شهدتها البلاد، وقالت إن "إحدى هذه الجماعات الإرهابية مدعومة من المغرب".

واستشهد لعمامرة بما سماه "الدعم المغربي لواحدة من الجماعات" التي تسعى للاستقلال في منطقة القبائل، كما قال إن "الرباط تجسست على مسؤولين جزائريين، وفشلت في الوفاء بالالتزامات الثنائية بما في ذلك ما يتعلق بالصحراء الغربية".

وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، التي يراها المغرب جزءا من أراضيه.

الجزائر والمغرب

وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز المحطات في العلاقات بين البلدين:

  • 1516: باتت الجزائر ولاية عثمانية، وقد نشب صراع بين العثمانيين والدولة السعدية في المغرب حول منطقة المغرب الأوسط (الجزائر حالياً) وتركز النزاع حول تلمسان.
  • 1830: خضعت الجزائر للاحتلال الفرنسي الذي شرع في التدخل في شؤون المغرب، وفي عام 1844 وقعت معركة "إسلي" التي هُزمت فيها القوات المغربية، واستمر التدخل الفرنسي حتى تم فرض الحماية الفرنسية على المغرب في عام 1912.
  • 1884: بدء الاستعمار الإسباني للصحراء الغربية.
  • 1934: الصحراء الغربية تصبح إقليماً إسبانياً يحمل اسم الصحراء الإسبانية.
  • نوفمبر/ تشرين الثاني 1956: نيل المغرب استقلاله.
  • 1957: المغرب حديث الاستقلال يؤكد أحقيته في الصحراء الغربية.
  • يوليو/ تموز 1962: حصول الجزائر على استقلالها.
حرب الرمال

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، صورة أرشيفية لجنود مغاربة خلال حرب الرمال مع الجزائر عام 1963
  • أكتوبر/ تشرين الأول 1963: وقوع خلاف حدودي بين البلدين حول منطقتي تندوف وبشار اللتين طالب بهما المغرب، وأدى ذلك الخلاف إلى اندلاع مواجهات عسكرية بينهما عرفت بـ"حرب الرمال".
  • 1965: الأمم المتحدة تطالب إسبانيا بإنهاء احتلالها للصحراء الغربية.
  • 1973: تأسيس جبهة البوليساريو.
  • أكتوبر 1974 : المغرب يحيل ملف الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية التي أبدت رأيا استشاريا غير ملزم رأت فيه الرباط ما يدعم وجود "روابط تاريخية" بينها وبين القبائل التي تسكن المنطقة.
  • نوفمبر 1975: الحسن الثاني ينظم ما عرف بـ" المسيرة الخضراء" التي دعا فيها 350 ألف مغربي للذهاب إلى الصحراء الغربية، وانسحاب إسبانيا من المنطقة لتندلع حرب عصابات بين جبهة البوليساريو ) الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والقوات المغربية استمرت 16 عاما.
  • ديسمبر 1975: الجزائر تطرد آلاف المغاربة المقيمين فيها بعد مرور شهر على تنظيم المسيرة الخضراء، وتؤكد أن العملية أتت ردا على عدم تعويض المغرب للجزائريين المقيمين فيه بعد تأميمه الممتلكات والأراضي الزراعية العائدة لأفراد وكيانات أجنبية.
المسيرة الخضراء

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، المسيرة الخضراء
  • 1975-1976: المغرب يضم ثلثي الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا منها. وجبهة البوليساريو تعلن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وحكومتها في المنفى في الجزائر. والآف من اللاجئين الصحراويين يفرون إلى غرب الجزائر ليقيموا مخيمات قرب بلدة تندوف.
  • مارس/ آذار 1976: قطع العلاقات بين المغرب والجزائر، على خلفية دعم الأخيرة لجبهة "البوليساريو".
  • 1979: موريتانيا تنسحب من الصحراء الغربية، والمغرب يضم حصتها من المنطقة.
  • يونيو/ حزيران 1981: موافقة المغرب، على تنظيم استفتاء في الصحراء.
  • نوفمبر/تشرين الثاني 1984: انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية (أصبحت لاحقا الاتحاد الإفريقي)، على خلفية قبول المنظمة لعضوية البوليساريو فيها.
  • مايو/أيار 1988: تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر.
  • فبراير/شباط 1989: تأسيس "اتحاد المغرب العربي" بمدينة مراكش المغربية، ويتألف من 5 دول هي: ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وذلك من خلال التوقيع على ما سُمي بـ"معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي".
  • أبريل/ نيسان 1991: صدور قرار مجلس الأمن رقم 690، القاضي بإنشاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من أجل مراقبة وقف إطلاق النار (بين المغرب والبوليساريو) وتنظيم الاستفتاء.
  • سبتمبر/ أيلول 1991: إعلان وقف إطلاق النار في الصحراء.
  • 1994: إغلاق المغرب حدوده مع الجزائر.
  • 1999: انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر، وصدور إشارات إيجابية من طرف المغرب مهدت للتحضير للقاء بين البلدين في صيف 1999، إلا أن وفاة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، أدت إلى إرجاء اللقاء.
الصحراء الغربية
  • سبتمبر/أيلول 1999: فشل التقارب بين البلدين، بعد اتهام الجزائر للمغرب بإيواء جماعات جزائرية مسلحة معارضة.
  • يوليو/ تموز 2001: إعلان الأمم المتحدة لمشروع اتفاق الإطار الخاص بالحكم الذاتي في الصحراء، والذي قوبل بمعارضة جزائرية شديدة.
  • مارس/آذار 2003: مذكرة من المغرب إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، أكد فيها أنه حسم موقفه وفق مفهوم الحل السياسي الذي كان يقدم دائما كحل وسط، يرتكز أساسا على حكم ذاتي في إطار السيادة المغربية.
  • مايو/آيار 2004: رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى محمد عبد العزيز زعيم البوليساريو، عبر فيها عن دعم بلاده لقضية الصحراء.
  • سبتمبر / أيلول 2004: مذكرة توضيحية موجهة من المغرب إلى الأمم المتحدة، شرح فيها مسؤولية الجزائر في النزاع.
  • مارس/آذار 2005: عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري، والعاهل المغربي محمد السادس، يلتقيان لأول مرة بصفة رسمية في الجزائر.
  • يوليو/تموز 2005: الأمين العام للأمم المتحدة حينئذ كوفي عنان، يعين الهولندي بيتر فان فالسوم، مبعوثا خاصا للصحراء، من أجل التشاور مع الأطراف ودول المنطقة للخروج من المأزق الراهن.
  • فبراير/شباط 2006: رسالة من الرئيس الجزائري إلى كوفي عنان، أشار فيها إلى أن الأمر يتعلق بنزاع بين المغرب و"الشعب الصحراوي".
  • أبريل/نيسان 2007: المغرب يوجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول "انتهاكات" حقوق الإنسان الحاصلة بمخيمات "تندوف"، ومسؤولية الجزائر بخصوص "الخروقات" التي ترتكب فوق أراضيها.
خاضت جبهة بوليساريو صراعا مسلحا مع السلطات المغربية منذ انسحاب إسبانيا من المنطقة

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، خاضت جبهة بوليساريو صراعا مسلحا مع السلطات المغربية منذ انسحاب إسبانيا من المنطقة
  • يونيو/حزيران 2007: إجراء الجولة الأولى من المفاوضات في مانهاست (في نيويورك)، تحت رعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
  • أبريل/نيسان 2008: المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء بيتر فان فالسوم، يصرح أمام مجلس الأمن بأن "استقلال الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا".
  • يونيو/تموز 2011: انطلاق الجولة السابعة من المفاوضات غير الرسمية، المنعقدة في منهاست، بين المغرب من جهة و"البوليساريو" والجزائر من جهة أخرى.
  • يناير/كانون الثاني 2012: زيارة سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي حينئذ للجزائر، لتعزيز العلاقات في زيارة لأول وزير خارجية منذ 2003.
  • ديسمبر/كانون الأول 2013: الجزائر تقرر مقاطعة الاجتماعات والنشاطات السياسية التي قد تقام في المغرب بعد حكم القضاء المغربي بمعاقبة شاب أهان العلم الجزائري بشهرين حبسا مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 250 درهم (نحو 22 يورو).
  • نوفمبر/تشرين الثاني 2015: العاهل المغربي محمد السادس، يدعو الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تطلعات الشعبين، والعمل على بناء اتحاد المغرب العربي، وذلك في برقية تهنئة بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الستين لاندلاع ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي.
  • 2016: وفاة محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو ورئيس الجمهورية الصحراوية وتولي إبراهيم غالي القيادة خلفاً له.
السياج المغربي في منطقة الكركرات التي فجرت أزمة حادة بين المغرب والبوليساريو

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، السياج المغربي في منطقة الكركرات التي فجرت أزمة حادة بين المغرب والبوليساريو
  • 2016: منطقة الكركرات تشهد توتراً بين جبهة البوليساريو والمغرب، والبعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو) تتدخل لمنع المواجهات، والطرفان يسحبان قواتهما بعد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
  • مارس/آذار 2017: مشادة كلامية بين مندوبي المغرب والجزائر بالجامعة العربية، على خلفية رفض المندوب الجزائري إدراج بند لمشروع القرار الذي سيرفعه المندوبون الدائمون لاجتماع وزراء الخارجية يرحب بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي.
  • أبريل/نيسان 2017: المغرب يستدعي السفير الجزائري لدى الرباط، ويعرب عن "قلقه البالغ" إزاء أوضاع نازحين سوريين على الحدود مع الجزائر، والخارجية الجزائرية، تعلن استدعاء السفير المغربي لإبلاغه رفضها القاطع لما وصفته بـ"الادعاءات الكاذبة" التي وجهها المغرب لجارته الشرقية بمحاولة ترحيل رعايا سوريين نحو أراضي المملكة.
  • أكتوبر/ تشرين الأول 2018: دعت الأمم المتحدة المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو إلى إجراء محادثات في جنيف بشأن الصراع الدائر في المنطقة الصحراوية.
التعليق على الفيديو، الجزائر والمغرب: لماذا تتكرر الخلافات بين الجارين في شمال إفريقيا؟
  • أكتوبر/تشرين الأول 2020: ناشطون صحراويون يغلقون المعبر الحدودي الوحيد الذي افتتحه المغرب عام 2002 لإيصال منتجاته إلى غرب أفريقيا عبر الأراضي الموريتانية.
  • نوفمبر/تشرين الثاني 2020: المغرب يعلن إقامة حزام أمني لتأمين تنقل الأشخاص ونقل السلع عبر معبر الكركرات الحدودي، وجبهة البوليساريو تعلن انتهاء وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه عام 1991.
  • يوليو/تموز 2021: ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة يدعو إلى "حق تقرير المصير" لسكان منطقة القبائل في الجزائر.
  • 24 أغسطس/ آب 2021: الجزائر تقطع علاقاتها مع المغرب.
  • 25 أغسطس/آب 2021: المغرب يعرب عن أسفه لقرار الجزائر بقطع العلاقات.
  • 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021: الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يعلن عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مروراً بالمغرب.