روسيا وأوكرانيا: واشنطن تحذر من غزو روسي "مروع" لأوكرانيا، وزيلينسكي يطالب الغرب بعدم إثارة الذعر

رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مايك مايلي

صدر الصورة، Reuters

حذر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مايك مايلي من أن الغزو الروسي لأوكرانيا -في حال وقوعه- سيكون "مروعا" وسيؤدي إلى عدد كبير من الضحايا، ووصف الجنرال مايلي حشد 100 ألف جندي روسي بالقرب من الحدود الأوكرانية بأنه الأكبر منذ الحرب الباردة.

وفي مؤتمر صحفي في البنتاغون يوم الجمعة، حذر مايلي من أن حجم القوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا يعني أن الهجوم سيكون له عواقب وخيمة.وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة: "إذا تم إطلاق العنان لذلك على أوكرانيا ، فسيكون ذلك أمرا كبيرا للغاية ، وسيؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا".وأضاف أن القتال في مناطق حضرية كثيفة سيكون "مروعا ومخيفا".

بدوره طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دول الغرب بعدم إثارة الذعر وسط استمرار حشد قوات روسية على الحدود مع بلاده. وتحذير الولايات المتحدة من أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون "كارثيا".

فولوديمير زيلينسكي

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

طالب زيلينسكي دول الغرب بعدم "إثارة الذعر" حفاظا على اقتصاد بلاده

وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مساء الجمعة في كييف، إن الحديث عن غزو روسي وشيك لبلاده يعرض اقتصاد أوكرانيا للخطر.

ونفت موسكو الجمعة أن تكون لديها خطة لغزو جارتها عندما أكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تريد حربا.

وقال الرئيس الأوكراني إنه لا يرى في الحشد الروسي الأخير على حدود بلاده تهديدا أكبر الآن مما كان يمثله حشد القوات الروسية الربيع الماضي.

وأضاف: "هناك إشارات، حتى من قادة دول محترمين، إنهم يقولون إن حربا سوف تندلع غدا. وهذا ذعر - فكم سيكلف ذلك دولتنا؟"

وتابع: "زعزعة استقرار الوضع داخل البلاد أكبر تهديد لأوكرانيا".

line

تحليل سارة رينفورد، مراسلة بي بي سي في أوروبا الشرقية

كان المؤتمر الصحفي لزيلنسكي أشبه بمواجهة سوريالية

سأل الصحفيون، واحدا تلو الآخر، رئيس أوكرانيا عن التهديد الروسي، لكن فولوديمير زيلينسكي تفادى الأسئلة واتهم الصحافة نفسها بإثارة الذعر.

لكنه من ناحية أخرى لم يكن يناقض تقارير الاستخبارات الأمريكية: "أستطيع أن أرى 100 ألف جندي"، قال في النهاية. إلا أنه انتقل من التلميح إلى أن روسيا كانت ببساطة تثير الرعب، وتستمتع برؤية توتر كييف، إلى الاعتراف بأن أوكرانيا تستعد لاحتمال نشوب حرب شاملة.

مع ذلك، أشار زيلينسكي إلى أن بلاده عاشت خطر العدوان الروسي لسنوات. وعلى الرغم من الحجم غير المعتاد للانتشار الحالي، بدا مصمما على التقليل من الخطر.

وعندما تعلق الأمر بإجلاء بعض السفارات لبعض الموظفين، أبدى الرئيس الأوكراني انزعاجه شكل علني: "الدبلوماسيون مثل النقباء"، قال زيلينسكي. يجب أن يكونوا آخر من يغادر سفينة تغرق. وأوكرانيا ليست تيتانيك.

line
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وصبيحة السبت، أعلن مقر رئاسة الوزراء البريطانية إن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيقوم بزيارة إلى دول أوروبا الشرقية في الأيام المقبلة، في إطار جهود دبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن الجمعة نيته إرسال عدد صغير من القوات إلى أوروبا الشرقية في "المدى القريب" لتعزيز وجود الناتو في المنطقة. لكنه لم يحدد مكان تمركزهم أو موعد وصولهم.وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في وقت سابق هذا الأسبوع إن هناك 8500 جندي على أهبة الاستعداد للقتال وجاهزون للنشر في وقت قصير.

وأعلنت واشنطن رسميا رفضها لمطالبة موسكو بعدم ضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنها قالت إن عرضها "مسارا دبلوماسيا جادا" على روسيا لا يزال قائما.

ودعا ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى توجيه اتهامات إلى الغرب بتجاهل مخاوف الأمن الوطني الروسية.

لكنه قال إنه سوف يدرس الرد الأمريكي قبل اتخاذ قرار بشأن ما سيفعله، وفقا لنص مكتوب لمكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره الفرنسي نشرته الحكومة الروسية.

وقالت فرنسا إن الزعيمين اتفقا على أن هناك حاجة إلى نزع فتيل الأزمة، وإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخبر نظيره الروسي بأنه يجب على روسيا احترام سيادة دول الجوار.

"لم يتخذ قرار بعد"

وقال لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، الجمعة إن روسيا حشدت قدرات عسكرية تكفي لشن هجوم على أوكرانيا.

وأكد على التزام الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، بما في ذلك مساعدتها بتوفير المزيد من إمدادات السلاح.

قوات روسية

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

حشدت روسيا حوالي 100000 من قواتها على حدودها مع أوكرانيا

وقال أوستن: "الصراع ليس حتميا، ولا يزال هناك وقت ومتسع للدبلوماسية".

في غضون ذلك، قال رئيس المخابرات العامة الألمانية إن روسيا جاهزة لغزو أوكرانيا، لكنها لم تقرر بشكل نهائي ما إذا كانت ستفعل أم لا".

وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف العسكري مستعد لزيادة وجوده في شرق أوروبا لإظهار إصراره".

وقال ستولتنبرغ إن روسيا تحشد الآلاف من القوات القتالية المجهزة ولديها نظم صواريخ في بيلاروسيا التي تقع أيضا على الحدود مع أوكرانيا.

وأعلنت روسيا الشهر الماضي مجموعة كبيرة من المطالب الأمنية من قوى الغرب، والتي تتضمن ما يلي:

  • ينبغي ألا تنضم أوكرانيا إلى حلف الناتو.
  • ينبغي على الناتو أن ينهي نشاطه العسكري في شرق أوروبا، وأن يسحب قواته من بولندا والبلطيق، وجمهوريات إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا.
  • ينبغي على الحلف ألا ينشر الصواريخ في دول قريبة من روسيا أو لها حدود معها.

وأشار رد الولايات المتحدة والناتو إلى أن أوكرانيا لديها الحق في اختيار حلفائها، لكنهما عرضتا على روسيا محادثات حول مواقع نشر الصواريخ وقضايا أخرى.

وحال غزو روسيا لأوكرانيا سوف تكون هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.

وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في 2014. كما تدعم موسكو المتمردين الذين سيطروا على أجزاء من منطقة دونباس شرقي أوكرانيا بعد ذلك مباشرة. وراح ضحية الصراع في دونباس حوالي 14000 شخص حتى الآن.